للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل: هذا كتابي، قرأت كتابي، وانتفعت بكتابي. فكلمة: "كتاب" الأولى خبر مرفوع بضمة مقدرة؛ منع من ظهورها الكسرة التي جاءت لمناسبة ياء المتكلم. "كتاب" مضاف، و"ياء المتكلم" مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر. وكلمة: "كتاب" الثانية. مفعول منصوب بفتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها الكسرة التى جاءت لمناسبة ياء المتكلم، و"ياء المتكلم" مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. وكلمة: "كتاب" الثالثة مجرورة بالياء، وعلامة جرها كسرة مقدرة منع من ظهورها الكسرة الظاهرة، التى جاءت لمناسبة ياء المتكلم، وياء المتكلم مضاف إليه ...

وبعض النحاة لا يوافق على أن الكسرة في حالة الجر مقدرة، وإنما هي الكسرة الظاهرة وهو إعراب أحسن، إذ لا داعي للتعقيد والإعنات والتطويل، ويجدر الأخذ بهذا وحده.

ولما كانت ياء المتكلم قد تنقلب ألفًا أحيانًا، فنقول، في يا "صاحبي"؛ و"صديقي": يا "صاحبَا" ويا "صديقَا ... كانت كلمة: "صاحب" و"صديق" منادى منصوب بفتحة مقدرة، منع من ظهورها الفتحة التى جاءت لمناسبة الألف، التى أصلها ياء المتكلم. وصاحب، وصديق: مضاف، وياء المتكلم المنقلبة ألفًا: مضاف إليه، مبني على السكون فى محل جر. ومن الممكن في هذه الحالة مراعاة التيسير بأن نعرب كلمة "صاحب"


= الياء في الباء، وكسر ما قبلهما، فصارت صاحبي. ويكون مرفوعًا بالواو التي قلبت ياء كما سبق، وإن كان منصوبًا أو مجرورًا فإن ياءه تدغم في ياء المتكلم التي تتحرك بالفتح، وقبلهما كسرة، مثل: أكرمت زائري، وسلمت على زائري، فكلمة: "زائري، وأصلها: زائرين لي ... " منصوبة أو مجرورة، وعلامة نصبها وجرها الياء الأولى الساكنة، المدغمة في ياء المتكلم المفتوحة، وكلمة زائري: مضاف، وياء المتكلم: مضاف إليه، مبنية- على الفتح- في محل جر، هذا والياء الأولى في مثل كلمة: "زائري" السالفة تختلف عن الياء الأولى في كلمة "صاحبي" في المثال السابق، وهو، "جاء صاحبي" لأن الياء الأولى في كلمة صاحبي، منقلبة عن واو، فهي علامة رفع، بخلاف الأخرى، فهي ياء الجمع، علامة النصب أو الجر.
وإن كان منقوصًا، فإن ياءه تثبت في كل أحواله، وتدغم في ياء المتكلم، التي تتحرك بالفتح، مثل: جاء هادي، كلمتُ هادي، استمعت إلى هادي. فكلمة: "هادي" مرفوعة، أو منصوبة، أو مجرورة، بحركة مقدرة علي الياء الأولى، منع من ظهورها السكون العارض للإدغام، ولا يحسن أن يقال: منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون؛ لأن السكون عدم الحركة، والعدمي عندهم لا يشغل، إنما الذي يشغل هو الوجودي.
وإن كان مقصورًا ثبتت ياء المتكلم بعد ألفه دائمًا، مع فتحها، وفي الباب الخاص بالمضاف إلى ياء المتكلم إيضاح لكل ما سبق- ومكانه ما أشرنا إليه وهو ج٣ ص٦٩ م٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>