للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"شتان" وهو بمعناه -يفيد: الافتراق الشديد١؛ لأن معناه الحقيقي هو: "افتراق جدا" ... كقولهم: شتان الإحسان والإساءة، وشتان ما بين العناية والإهمال. وكقول الشاعر:

الفكر قبل القول يؤمن زيفه ... شتان بين روية وبديه٢

الثانية: أنه يؤدي المعنى على الوجه السالف، مع إيجاز اللفظ واختصاره، لالتزامه -في الأغلب- صورة واحدة لا تتغير بتغير المفرد، أو المثنى، أو الجمع أو التذكير، أو التأنيث؛ إلا ما كان منه متصلا بعلامة تدل على نوع معين دون غيره٣؛ تقول: صه يا غلام، أو: يا غلامان، أو: يا غلمان، أو: يا فتاة، أو: يا فتاتان، أو: يا فتيات. ولو أتيت مكانه بالفعل الذي بمعناه لتغيرت حالة الفعل؛ فقلت: اسكت يا غلام، اسكتا يا غلامان، سكتوا يا غلمان، اسكتي يا فتاة، اسكتا يا فتاتان، اسكتن يا فتيات ...

وبسبب هاتين المزيتين كان استعمال اسم الفعل هو الأنسب حين يقتضي المقام إيجاز اللفظ واختصاره، مع وفاء المعنى، والمبالغة فيه.

أقسام أسماء الأفعال:

أ- تنقسم بحسب نوع الأفعال التي تدل عليها٤، إلى ثلاثة أقسام:


١ ولا بد أن يكون الافتراق معنويا -كما سيجيء البيان في ص١٤٦- ثم انظر رقم ٢ من هامش ص١٥٨، حيث بعض الحالات الخاصة باستعمال "شتان".
٢ المراد: تسرع بغير أعمال فكر.
بقي السؤال عن فاعل "شتان" في هذا البيت وفي البيت الآخر الذي أوروده، وقال عنه الصبان إنه من كلام بعض المحدثين، ونصه:
جازيتموني بالوصال قطيعة ... شتان بين صنيعكم وصنيعي
جاء في الخضري: "قال في شرح الشذور: "لم تستعمله العرب. وقد يخرج على إضمار "ما" موصولة ببين". ا. هـ ... أي: فيكون "شتان" بمعنى: بعد، و"ما" بمعنى: المسافة". ا. هـ. كلام الخضري.
٣ كأسماء الأفعال المنقولة من شبه الجملة وبعض المصادر، مثل: عليك، أمامك، رويدك، وستأتي في: "ب" ص١٤٧ وما بعدها.
٤ مع ملاحظة المزيتين السالفتين لكل اسم من أسماء الأفعال، دون فعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>