للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسوة؛ فيبنى على الكسون. كقول شوقي في وصف الدنيا:

لا تحفلن ببؤسها ونعيمها ... نعمى الحياة وبؤسها تضليل

وكقوله في الأمهات المصريات المجاهدات:

ينفثن في الفتيان من ... روح الشجاعة والثبات

يهوين تقبيل المهنـ ... ـد، أو معانقة الفتاة١

ويدخل فيما سبق: المضارع المسبوق بلام الأمر أو بغيرها من الجوازم التي يصح الجمع بينهما وبين نون التوكيد؛ فإنه يبنى على الفتح في محل جزم٢؛ كقولك للمهمل: لتحترمن عملك. ولتكرمن نفسك بإنجازه على خير الوجوه. ومثل: إما٣ تنصرن ضعيفا فإن الله ناصرك ... ، فالأفعال: "تحترم، وتكرم، وتنصر ... " مبنية على الفتح؛ لاتصالها المباشر بنون التوكيد، في محل جزم بلام الأمر. فإن لم يكن الاتصال بين المضارع ونون التوكيد مباشرا نشأت أحكام سنعرضها بعد٤ ...

٢- بناء فعل الأمر على الفتح، بشرط اتصاله بنون التوكيد اتصالا مباشرا، فلا يكون متصلا بضمير رفع بارز٥ يفصل بينهما؛ نحو: اشكرن من أحسن إليك، وكافئنه بالإحسان إحسانا، واعلمن أن كلمة حمد وثناء قد تكون خير جزاء٦.


١ الرمح.
٢ ومن الأمثلة: "تكونن" في قوله تعالى: {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وكذلك المضارع "تحفل" في البيت السالف و"تضجر" في قول الآخر:
لا تضجرن ولا يدخلك معجزة ... فالفوز يهلك بين العجز والضجر
فالأفعال المضارعة السالفة مبنية على الفتح في محل جزم بلا الناهية.
٣ أصلها: "إن" الشرطية المدغمة في "ما" الزائدة.
٤ في ص١٨٥ و١٩٥.
٥ انظر رقم ١ من هامش الصفحة السابقة.
٦ ولا داعي لأن نقول: فعل أمر مبني على سكون مقدر منع من ظهوره الفتحة الآتية لمناسبة النون وإنما نقول -تيسيرا بغير تلك الإطالة: فعل أمر مبني على الفتح، لاتصاله بنون التوكيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>