للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا: أنه مجرور بالفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف للضرورة١ ...


١ وفي تنوين الممنوع، ومنع التنوين من الاسم الذي يستحقه.. يقول ابن مالك في ختام الباب:
ولاضطرار أو تناسب صرف ... ذو المنع. والمصروف قد لا ينصرف-٢٥
يريد: أن الممنوع من الصرف قد يصرف بسبب الضرورة أو التناسب الكلامي، وأن المصروف قد يمتنع تنوينه. وقد أوضحنا الحكمين، وسردنا تفاصيلهما.
وبمناسبة قول ابن مالك: "والمصروف قد لا ينصرف" نذكر أن فريقا من النحاة ومنهم ابن هشام في كتابه: "المعنى" في مبحث "قد" يمنع وقوع "لا" النافية بعدها، فاصلة بينهما وبين المضارع، ومشترطا أن يكون المضارع بعدها مثبتا. وبهذا الرأي يقول بعض اللغويين كصاحب القاموس، وتبعهم فيه أحد الباحثين المعاصرين.
لكن صاحب "لسان العرب" نقل في مادة: "ذام" مثلا عربيا فصيحا نصه: "قد لا تعدم الحسناء ذاما" كما نقل أبو هلال العسكري في كتابه: "الأمثال"، المطبوع على هامش كتاب: "الأمثال" للميداني "في ص١١٧ ج٢" مثلا آخر قديما نصه: "قد لا يقاد بي الجمل" ورأيت في بعض الشعر الجاهلي وغيره من فصيح الكلام الذي يحتج به وقوع المضارع المنفي بالحرف "لا" مسبوقا بكلمة: "قد" مباشرة "أي: أن الحرف "لا" النافي توسط في ذلك الكلام العربي الصحيح بين "قد" والمضارع". وقلنا في الجزء الأول "م٤، ص٥٠" إن رفض تلك الأمثال غير مستساغ إلا إذا لجأنا للتأويل الواعي المتعسف الذي لا يتبت على التمحيص.
ومن الأدلة أيضا ورودها في شعر الأعشى ميمون، وهو جاهلي، أدرك ظهور الإسلام في بيت له "من قصيدته التاسعة والعشرين بالصفحة ١٩٥ من ديوانه" ونصه:
وقد قالت قتيلة إذ رأتني ... وقد لا تعدم الحسناء ذا ما ...
وفي بيت آخر لقيس الجهني -وهو جاهلي، وقد نقله الآمدي في كتابه: المؤتلف ص١٢٣، ونصه:
وكنت مسودا فينا حميدا ... وقد لا تعدم الحسناء ذا ما..
وكذلك في بيت للنمر بن تولب -وهو مخضرم- "ونصه كما رواه السيوطي في شواهد المغني، ص٦٦".
وأحبب حبيبك حبا رويدا ... فقد لا يعولك أن تصرما ...
وهذه الرواية توافق رواية "منتهى الطلب" في المخطوطة الأصلية المحفوظة بدار الكتب، ورقمها بين المخطوطات الأدبية: "١٢٦٣١" ... إلى غير هذا من الأمثلة التي تقطع بصحة الاستعمال السابق في غير ضعف، ولا شذوذ، ولا تأويل، ولا تردد في الحكم بصحة قول ابن مالك هنا -وهو الإمام الثقة: "والمصروف قد لا ينصرف ... " وصحة من استعمالها قبله بمئات السنين من مناطقة العرب الذين وضعوا "سورا" للقضية الجزئية نصه: "قد يكون وقد لا يكون" ومن استعمالها بعده من علماء النحو وغيره في كثير من أساليبهم، كالأشموني في الجزء الثاني، باب: "الاستثناء، عند الكلام على الأداتين: "ليس، وخلا" حيث يقول ما نصه: ".. لأنه قد لا يكون هناك فعل..". ا. هـ. وكذلك في باب =

<<  <  ج: ص:  >  >>