"أولها" أن "حتى" الاستثنائية تسبق -كثيرا- بنفي؛ يجعل معنى الجملة التي قبلها منفيا. "ثانيها" أن معنى الجملة المشتملة على هذا النفي يظل على حاله عند التقدير مستمرا ومنفيا لا ينقطع استمراره ونفيه بوقوع ما بعدها، مهما كانت الأحوال. والسبب في هذا أن الاستثناء الذي تتضمن معناه، وتدل عليه "هو استثناء منقطع" -في الأعم الأغلب- "أي: لا يكون فيه المستثنى. من جنس المستثنى منه، فهي بمعنى: "لكن" ساكنة النون". كالذي هنا، وقد يكون متصلا أحيانا كالذي في يقوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فهي للاستثناء المتصل من عموم الأحوال. "ثالثها" أن "حتى" تتضمن معنى "إلا" الخالية من "أن" بعدها. أما "أن" التي تظهر في تأويل الجملة فهي "أن" المصدرية المضمرة وجوبا بعد "حتى". فإذا وضعنا "إلا" مكان "حتى" ظهرت "أن" المضمرة؛ إذ لو كانت "حتى" بمعنى: "إلا" و"أن" معا لتكررت "أن" عند التأويل، وصار الكلام: لا يصلح الوالي للحكم، "إلا أن أن" يلتزم العدل، بذكر "أن" مرتين؛ إحداهما التي كانت مضمرة وجوبا مع "حتى" والأخرى هي المزعومة خطأ بعد "إلا". ١ استقامة اللسان: ترك الغيبة والنميمة، وكل لفظ يؤذي. ٢ جمع: إهاب، بمعنى: جلد. ٣ ومن الأمثلة أيضا قول المتنبي: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراقَ على جوانبه الدم وقول الآخر: ولا ألين لغير الحق أتبعه ... حتى يلينَ لضرس الماضغ الحجر =