للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم غير ممكن. ولا يصح أن يكون في أمر محتوم الوقوع١. وأشهر أدواته: "ليت" وهي الأصل؛ كقوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} . ونحو: يا ليت من يمنع المعروف يحرم المعروف، فيذوق مرارة الحرمان. وقول الشاعر:

يا ليت أم خليد واعدت فوفت ... ودام لي ولها عمر فنصطحبا

ومن أدواته -أحيانا- "لو" كقراءة من قرأ قوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} بنصب المضارع٢ ...

وكذا "ألا"٣ نحو: ألا صديق مخلصا فينصحنا.

٨- الترجي، وهو: انتظار حصول شيء مرغوب فيه، ميسور التحقق، ولا يكون إلا في الأمر الممكن، ومثله التوقع٤. والكوفيون هم الذي يعتبرون الفاء بعده للسببية، والشواهد -ومنها القرآن- تؤيدهم٥. نحو: لعلك تحسن اختيار الكلام، فتفوز بإعجاب السامعين، ولعل إعجابهم يبرأ من التزيد والتحيف؛ فتدرك مبلغ توفيقك، وحقيقة أمرك ...

تلك هي أنواع الطلب بنوعيه؛ المحض وغير المحض. وقد عرفنا٦ أن المحض منها ثلاثة، وأنها سميت محضة لدلالة صيغتها اللفظية -نصا وأصالة- على الطلب الصريح مباشرة؛ لا عن طريق تبعي أو ضمني، غير مباشر: كدلالة التمني


١ فلا يصح أن يقال: ليت غدا يجيء ... وقد سبق الكلام على التمني -في رقم ٦ ص٥٠٣.
٢ سيجيء بيان خاص بالأداة: "لو" التي تفيد التمني -في رقم ٦ ص٥٠٣.
٣ سبق الكلام على "ألا" المفيدة للتمني وإعرابها وحاجتها أو عدم حاجتها للخبر في ج١ ص٥٤٠ م٥٨.
٤ سبق الكلام على الترجي والتوقع والإشفاق، ومعنى كل، في الجزء الأول ص٤٧٣ م٥١.
٥ ومنها قوله تعالى: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بنصب "تنفع" ومنه قوله تعالى: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} بنصب: "أطلع" ولا داعي للتأول في الآيتين -وأشباههما- بقصد إبعاد الفاء عن السببية.
٦ في ص٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>