للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول شوقي:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن تولت مضوا في إثرها قدما

ومثال جزمها فعلين مختلفين قول الآخر في حساده١:

إن يعلموا الخير أخفوه، وإن علموا ... شرا أذاعوا، وإن لم يعلموا كذبوا

ومثال جزمها الجملة الاسمية التي تحل محل الثاني جزما محليا -قول الشاعر:

إن كنت عن خير الأنام سائلا ... فخيرهم أكثرهم فضائلا

ويسمى فعل الشرط مع مرفوعه٢: "الجملة الشرطية". ولا بد أن تتقدم على "الجملة الفعلية" أو "الاسمية" الواقعة جوابا للشرط، والتي تسمى: جملة جواب الشرط، أو: "الجملة الجوابية للشرط"٣.


١ سيذكر البيت التالي لمناسبة أخرى في ص٤٥٦.
٢ مرفوعه هو: الفاعل، أو نائبه ...
٣ وفي عمل تلك الأدوات الشرطية، وما تتفق فيه جميعا يقول ابن مالك:
فعلين يقتضين شرط قدما ... يتلو الجزاء، وجوابا وسما
قدما -أصله: قدم، والألف زائدة للشعر. ومثله: "سماه"؛ أصله: "وسم" والألف زائدة للشعر. "فعلين" مفعول به للفعل: "اجزم" في البيت الأسبق بهامش ص٤٢١.
يريد: اجزم فعلين بكل أداة، مع ملاحظة أن جزمها الفعلين معا هو الأصل الغالب. وقد تجزم فعلا واحدا وبعده جملة محتومة. والذي لا بد أن يكون فعلا وأن يكون مجزوما لفظا أو محلا هو: "فعل الشرط". أما الجواب فقد يكون فعلا أو جملة.
"يقتضين" هذه الجملة الفعلية صفة لفعلين، والرابط محذوف، والأصل" يقتضينهما.
ثم بين أن فعل الشرط هو المتقدم منهما. و"يتلو الجزاء" يتلوه ويجيء بعده الجزاء. ييد: يقع بعده الفعل الذي يكون في صدر جملة الجزء إن كانت فعلية. "وجوابا وسما" أي: وسم جزاء، بمعنى: أنه سمي جزاء. ويسمى فعل الجزاء لوقوعه في صدر الجملة الجزائية -كما سبق- ثم بين نوع الفعلين فقال:
وماضيين، أو مضارعين ... تلفيهما، أو متخالفين
ولهذا البيت إشارة في هامش ص٤٧٣ ثم أردف هذا بيتا آخر سيجيء شرحه في المكان الأنسب "ص٤٧٦". قال:
وبعد ماض رفعك الجزا حسن ... ورفعه بعد مضارع وهن
أي: ضعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>