للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنت الشجاع، أنت محبوب، إن تلطفت في القول فأنت محبوب١.

ومثال الدال عليها وهو متأخر لا يصح جوابا، قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} ، أي: فلا تحزن؛ فقد كذبت رسل من قبلك، -كما سيجيء-٢ فالدال على الجملة الجوابية قد يكون قبلها، أو بعدها، أو محيطا بها. وهو في كل حالاته لا يصلح جوابا.

ومن أمثلة حذفها لدلالة جملة سابقة الشطر الأول من قول الشاعر:

عش وحيدا إن كنت لا تقبل العذ ... ر، وإن كنت لا تغفر زله

ومما يدل عليها: "جواب القسم" إذا كان القسم متقدما على أداة الشرطن نحو: والله إن رعيت اليتيم ليرعينك الله. فالقسم محتاج لجواب، وكذلك أداة الشرط؛ فحذف جواب المتأخر٣ منهما؛ وهو الشرط، لدلالة جواب المتقدم -وهو القسم- على المحذوف. ولهذا تعتبر اللام في المثال داخلة على وجواب القسم؛ كدخولها عليه في قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ، وفي قوله تعالى بلسان الكفار يهددون الرسل {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ} فاللام الداخلة على أداة الشرط: "إن" هي علامة القسم، واللام المتأخرة داخلة على جوابه. أما جواب الشرط في الآيتين فمحذوف: لتأخر أداة الشرط. ويدل عليه في كل منهما جواب القسم المذكور.

ثانيهما: أن يكون فعل الشرط -في غير الضرورة الشرعية، وعند غير الكوفيين-٤ ماضيا لفظا ومعنى بحسب أصله، أو معنى فقط؛ كالمضارع المسبوق بالحرف: "لم". فمثال الماضي لفظا ومعنى: أنت عزيز إن ترفعت عن الدنايا، أو أنت -إن ترفعت عن الدنايا- عزيز ... وقول الشاعر:

ونحن أولو المآثر من قديم ... وإن جحدت مآثرنا اللئام ... ٥


١ انظر ما يتصل بها من اجتماع المبتدأ وأداة الشرط في رقم ٥ من هامش ص٤٤٥.
٢ لاحظ ما أشرنا إليه هنا من الرأي الكوفي، وما سبق في رقم ٥ من هامش ص٥٥٠.
٣ عملا بالرأي الراجح.
٤ سبق رأيهم في رقم ٥ من هامش ص٥٥٠ وسيجيء في ص٤٥٥ أنه مقبول.
٥ وكذلك قول الآخر:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم

<<  <  ج: ص:  >  >>