للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابع: الجملة الاسمية كقول الشاعر:

إن يحسدوك على فضل خصصت به ... فكل منفرد بالفضل محسود

وقول الآخر:

ومن كان منحل العزائم تابعا ... هواه فإن الرشد منه بعيد

...............................١ ... ................................

وقد تغني "إذا" الفجائية٢ عن الفاء في الدخول على الجملة الاسمية بشرطين؛ أحدهما: متفق عليه، وهو أن تكون الجملة اسمية غير دالة على طلب، ولا مسبوقة بنفين ولا بناسخ؛ ومن الأمثلة:

"إن يحسدوك إذا كل منفرد بالفضل محسود ... " بخلاف: إن يطع الولد أبويه فويح له٣، وإن يعصهما فويل له٣. أو: إن يعصهما فما له حظ من التوفيق، أو: إن يعصهما فإن خسرانه مبين. فالفاء واجبة في هذه الأمثلة وأشباهها. ولا يصح: "إذا".

والآخر: غير متفق عليه، وهو أن تكون أداة الشرط "عن" دون غيرها من أخواتها الشرطية. فكثرة النحاة تشترطها. نحو: إن تخلص إذا الإخلاص


١ إذا كانت الجملة الاسمية الجوابية مصدرة بحرف ناسخ: "مثل: إن، ما، لا" وجب دخول الفاء على الحرف الناسخ وحده؛ كما في هذا البيت" وكما في قول الشاعر:
إذا لم تكن نفس ابن آدم حرة ... تحن إلى العليا فلا خير في النفس
ومن الجملة الاسمية كذلك الجزء الأخير من الآية الكريمة: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} أي: فالإساءة لها. وقد اجتمعت الجملتان؛ الاسمية، والمصدرة بما النافية في قول الشاعر:
فإن أرحل فمعروف جهادي ... وإن أقعد فما بي من خمول
٢ معناها الدلالة على المفاجأة في الحال، ولا بد أن يسبقها كلام. وبالرغم من أنها للمفاجأة في الحال -لا تخلوه هنا- بعد أداة الشرط من دلالة تعقيب لجواب الشرط بعد فعل الشرط. والأحسن اعتبارها في كل الأساليب حرفا "وقد سبق الكلام عليها في ج١ ص٤٩٢ م٥٢ وفي الجزء الثاني باب الظرف" ... وهل يصح أن تجتمع هي والفاء معا؟ الجواب في ص٤٦٥.
٣، ٣ الدعاء نوع من الطلب -كما عرفنا في ص٣٦٥ ثم ٣٦٨ حيث البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>