للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

منه؛ فيدخل الدعاء بنوعيه "الخير والشر" فمن الدعاء بالخير قول الشاعر:

وإذا ارتحلت فشيعتك سلامة ... حيث اتجهت، وديمة مدرار

ومن الدعاء بالشر ... قول جميل يخاطب غرب البين، داعيا عليه:

فإن كان حقا ما تقول فأصبحت ... همومك شتى، والجناح كسير

ودرت بأعداء حبيبك فيهمو ... كما قد تراني بالحبيب أدور

ويدخل التخويف وبيان العواقب؛ كالذي في قول النابغة الجعدي:

الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما

أي: فظلم نفسه.

د- قد ينزل بعض الظروف منزلة الشرط فيكون مضافا لجملة بعده مباشرة، ومنصوبا لعامل في الكلام المتأخر عنها، المترتب عليها؛ كأنه جواب لها، معلق عليها؛ كتعليق الجملة الجوابية على الشرطية، ومن الأمثلة لذلك قوله تعالى في موقف الكفار من القرآن الكريم: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} ، وقد سبق١ تفصيل هذه المسألة، وبيان صورها المختلفة.

هـ- بمناسبة الكلام على جواب الشرط وجزمه نذكر ما يجيزه الكوفيون من جواز جزم المضارع الواقع -مباشرة- في جملة بعد جملة الصلة٢، أو في جملة بعد الجملة الواقعة صفة لنكرة٣، بشرط أن تكون الجملة المشتملة على المضارع المراد جزمه بمنزلة الجواب والجزاء لجملة الصلة، أو الصفة. ففي مثل: الذي يكرمني أكرمه -وكل رجل يقول الحق أحترمه- يجيزون جزم المضارعين: "أكرم"؛


١ في الجزء الثاني، باب الظرف، م٧٩ "و" من ص٢٥٧ وفي رقم ٤ من هامش ص٢٦٨ ثم في باب الاستثناء "ج٢ م٨٣ هامش ص٣٣١ عند شرح بيت ابن مالك:
"وحيث جرا فهما حرفان ... " وفي باب حروف الجر، م٨٩ رقم ٢ من هامش ص٤٠٩".
٢ لهذه بيان في ج١ م٢٧ ص٣٨٣ باب الموصول "الكلام على صلة الموصول والرابط" وهناك قصة طريفة تؤيد هذا الحكم.
٣ لهذه بيان في ج٣ م١١٤ ص٤٦٣ "ز" باب النعت "بالجملة وشبه الجملة".

<<  <  ج: ص:  >  >>