للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- وأن ثلاثة، وعشرة وما بينهما -وكذلك كلمة: بضع وبضعة-١ تلحقها تاء التأنيث إن كان المعدود "التمييز" مذكرا، وتتجرد من تاء التأنيث إن كان المعدود "التمييز" مؤنثا. فالعدد في هذا القسم مخالف للمعدود تذكيرا وتأنيثا.

ويشترط لتحقق هذه المخالفة شرطان؛ أن يكون المعدود مذكورا في الكلام، وأن يكون متأخرا عن لفظ العدد، نحو: ثلاث عيون، أربعة قلوب، خمس أصابع، ستة رءوس، سبع رقاب، ثمانية٢ جلود، تسع أقدام، عشرة ظهور.. فإن لم يتحقق الشرطان معا؛ بأن كان المعدود متقدما، أو كان غير مذكور في الكلام ولكنه ملحوظ في المعنى يتجه الغرض إليه، جاز في لفظ العدد التذكير


١ وهي ملحقة بهما -طبقا لما سبق في رقم ٤ من هامش ص٥١٨.
٢ للعدد: "ثمان" المفرد حكم خاص بصيغته وإعرابه، حين يكون مؤنثا أو غير مؤنث. ويتلخص هذا الحكم فيما يأتي -طبقا للرأي المعول عليه:
أ- إذا كان: "ثمان" عددا مضافا ومذكرا -بسبب إضافته إلى تمييزه المؤنث- فالأفصح إثبات الياء في آخره في جميع حالاته، مع إعرابه إعراب المنقوص؛ فتقدر على يائه الضمة والكسرة، وتظهر الفتحة؛ نحو: "ثماني غوان ينشدن، وثماني فتيان يعزفن"، "سمعت ثماني غوان ينشدن، وثماني فتيات يعزفن" "طربت لثماني غوان ينشدن، وثماني فتيات يعزفن". فكلمة: "ثماني ... " في المثال الأول مرفوعة بضمة مقدرة على الياء، وفي الثاني منصوبة بالفتحة الظاهرة، وفي الثالث مجرورة بكسرة مقدرة.
فإن كان العدد: "ثمان" مؤنثا -بسبب إضافته إلى تمييزه المذكر- لزمته "الياء" وبعدها: "التاء" الدالة على التأنيث، وأعرب إعراب الأسماء الصححية، نحو: فرقة الإنشاد ثمانية رجال، شاهدت ثمانية رجال، شاهدت ثمانية رجال، أصيغت إلى ثمانية رجال.
ب- إذا كان: "ثمان" عدد مفردا، غير مضاف، والمعدود مذكر، لزمته الياء والتاء -أيضا- وأعرب إعراب الأسماء الصحيحة في كل أحواله، نحو: المسافرون من الرجال ثمانية، كان المسافرون من الرجال ثمانية، أنسب من الرجال بثمانية ...
فإن كان المعدود مؤنثا فالأكثر إعرابه إعراب المنقوص؛ نحو: اشتهر من الشاعرات ثمان، اكتفيت من الشاعرات بثمان، عرفت من الشاعرات ثمانيا، أو ثماني. بالتنوين وعدمه، فالتنوين على اعتبار كلمة: "ثمانيا" اسما منقوصا، منصرفا. وعدم التنوين على اعتباره اسما ممنوعا من الصرف يشبه: "غوان" بالحركات الظاهرة على النون مباشرة عند حذف الياء؛ كقوله الشاعر:
لها ثنايا أربع حسان ... وأربع، فثغرها ثمان
يريد: ثنايا ثمان.
"راجع الخضري والصبان في هذا الموضع".
أما العدد ثمانية عند تركيبه مع العشرة فيجيء الكلام عليه في تأنيث الأعداد المركبة -رقم ٣ من هامش ص٥٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>