للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا بد لإزالة الإبهام عنها من تمييز بعدها يوضح الأمرين؛ جنس المراد منها، ومقداره. ولا يصح أن يجيء بعد التمييز بدل مقرون بهمزة الاستفهام، والمبدل منه هو: "كم"؛ إذ لا دخل للاستفهام هنا مطلقا١.

وبسبب أن الإخبار بها يرمي إلى كثرة المعدود وجب أن يكون هذا الإخبار عن شيء مضى؛ لأن الذي مضى قد بان جنسه وكميته؛ فيمكن الحكم عليه بالكثرة، والإخبار بهذا الحكم، أما الذي لم يمض فمجهول الجنس والمقدار -غالبا؛ ومن ثم كان الدافع إلى استعمال "كم الخبرية" هو: الافتخار والمدح بكثرة شيء محبوب معلوم، أو: الذم بكثرة شيء معيب كذلك.

أحكامها:

١- وجوب صدارتها في جملتها، إلا حين تكون مجرورة بحرف جر، أو بإضافة، نحو: لله أنت!! فإلى كم عمل نافع سارعت؛ فحمد الناس إسراعك. وعند كم عقبة في طريقة وقفت لتذليلها؛ فأكبر العارفون شأنك.

٢- صحة عودة الضمير إليها إما مفردا مذكرا؛ مراعاة للفظها، وإما مطابقا لمعناها؛ مراعاة للمراد من مدلولها ... ٢ والأفصح مراعاة تمييزها، نحو: كم رفاق نفع، أو نفعوا ... ومن مراعاة التمييز قول الشاعر:

كم أناس في نعيم عمروا ... في ذرا ملك تعالى فبسق٣

سكت الدهر زمانا عنهمو ... ثم أبكاهم دما حين نطق

٣- وجوب بنائها على السكون في محل رفع، أو نصب، أو جر، على حسب حاجة الجملة٤.


١ انظر رقم ٥ من ص٥٧٧، ففيها زيادة إيضاح.
٢ مثل الضمير غيره مما يحتاج لمطابقة. ويوضح هذا الحكم ما سبق في نظيرتها. "رقم ٣ ص٥٧٠".
٣ عمروا: طال عمرهم، ذرا: حماية ورعاية، بسق: ارتفع.
٤ لا تختلف "كم" الخبرية في إعرابها المحلي عن "كم" الاستفهامية في إعرابها السابق: "في رقم "أ" من هامش ص٥٦٩". برغم اختلاف معناهما وتمييزهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>