للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"العلامة الثانية"١:

وأما ألف التأنيث المقصورة فقد زيدت سماعا في آخر الأسماء المعربة، سواء أكانت جامدة أم مشقة؛ تبعا للمسموع عن العرب، ولا تدخل في غير الوارد عنهم؛ فما أدخلوها على آخره صار وحده مؤنثا بها.

وللأسماء التي تدخلها أوزان مختلفة؛ بعضها نادر مبعثر في المراجع اللغوية؛ يصعب معرفته والاهتداء إلى أنه مؤنث إلا بمعونة تلك المراجع، وإرشادها. وبعضها شائع في الكلام الفصيح، مشهور الصيغة بالتأنيث؛ فمتى عرفت صيغته دلت -في الأعم الأغلب- على أنها لمؤنث، دون حاجة إلى مرشد أو معين. وصيغ هذا النوع تكاد تنحصر في الأوزان الآتية التي يدل كل وزن منها على أن الكلمة مؤنثة؛ وهي أوزان سماعية لا يجوز زيادة وزن على الوارد المسموع منها عن العرب -كما تقدم:

١- فعلى "بضم ففتح، ففتح" كشعبى، وأدمى ... اسمين لموضعين، وأربى، اسم للداهية.

٢- فعلى "بضم فسكون ففتح مع مد". مثل: بهمي: اسم نبت، وطولى، أنثى للوصف: أطول، وحللى، وصف للحامل، ورجعى، مصدر للفعل: رجع "ومنه قوله تعالى: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} ".

٣- فعلى "بفتحات"، مثل: بردى، اسم نهر بالشام٢ وحيدي وصف في مثل: ناقة حيدى، أي: تحيد عن ظلها وتحاول الفرار منه٣ ومرطى، وبشكى، وجمزى ... والثلاثة مصادر، ومعناها واحد؛ هو


١ سبق الكلام على العلامة الأولى في ص٥٩٠. أما الثالثة ففي ص٦٠٣.
٢ يخترق دمشق.
٣ جاء في الصبان في هذا الموضع ما نصه: "يقال: حمار حيدي -بحاء مهملة، فتحتية، فدال مهملة- أي: يحيد عن ظله لنشاطه ولم يجئ نعت مذكر على: "فعلى" غيره، كما في الصحاح والقاموس". ا. هـ.
لكن جاء أيضا في لسان العرب وفي التاج -مادة: "بشك"- أنه يقال: "رجل بشكى الأمر"، أي: يعجل صريمة أمره.

<<  <  ج: ص:  >  >>