للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا رأي الكوفيين، والسماع الكثير يؤيدهم١، والأخذ برأيهم أولى، بالرغم من مخالفة البصريين الذين يخصون الحكم السابق بالضرورة، ويؤولون الأمثلة المسموعة، ويتكلفون في التأويل، ما لا يحسن قبوله، وبعض أئمة النحاة٢ يؤيد الكوفيين، ولكن يستثنى صيغة "فواعل" فلا يقول: "فواعيل" -ولا داعي لهذا الاستثناء- وكذلك يؤيدهم بعض أئمة اللغة٣.

ويجب -كما تقدم- عند زيادة الياء ألا يكون الجمع مختوما بياء مشددة كالتي في "كرسي"؛ ويجب عند حذفها مراعاة أن حذفها لا يؤدي إلى وجود حرفين متماثلين متجاورين؛ كما في جمع: "جلباب" على "جلابيب"، فلو حذفت الياء لأدى حذفها إلى أن تكون صيغة الكلمة المجموعة هي: "جلابب" بغير إدغام الباءين، مع أن الإدغام هنا واجب، ولو أدغمنا لم يعرف الأصل، ولم يتضح المعنى.

ج- وكما يجوز الإتيان بياء زائدة تعويضا عن المحذوف. يجوز أيضا أن تجيء تاء التأنيث -وحدها- عوضا عن المحذوف٤. إن كان أصله ألفا خامسة في المفرد، أو ياء في صيغة منتهى الجموع؛ مثل: "حبنطى، وجمعه: حبانط، وحبانيط، وحبانطة"، "وعفرني٥ وجمعه: عفارن، وعفارين، وعفارنة"، "وقنديل، وقنادل، وقناديل، وقنادلة"، "ومطعان ومطاعن، ومطاعين، ومطاعنة" والتعويض بهذه التاء يكاد ينحصر في هذين، أما الإتيان بالياء فغير مقصور على نوع من الأنواع التي أصابها الحذف، وقد تدخل على ما لم يحذف منه شيء -كما سلف- فميدان زيادتها أوسع في جموع التكسير من تاء التأنيث.


١ ومن شواهدهم: قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} جمع مفتاح؛ فقياسه: "مفاتيح"، بقلب ألفه ياء، ومنها قوله تعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} جمع: "معذرة" قياسه: "مغاذر" -راجع الصبان.
٢ كصاحب التسهيل.
٣ فيقول: كل جمع على "فواعل ومفاعل" -وفي الصفحة الماضية بيان المراد من هاتين الصيغتين- يجوز أن يمد بالياء؛ فيقال: فواعيل ومفاعيل. "راجع المصباح المنير، في مادة: "دافق" وجمعه دوافيق، أو دوافيعه". وكذا ما جاء في تفسير "القرطبي" وقد نقلناه في رقم ٣ من هامش ص٦٧٠.
٤ سبقت إشارة لهذا في رقم ٣ من هامش ص٥٩١. كما سبق بيان مفيد عن المراد من تاء التأنيث وهائه في رقم ٣ من هامش ص٢٣٦.
٥ شديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>