للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لست بليلي ولكني نهر ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر

والأنسب الاقتصار على المسموع من هاتين الصيغتين. دون القياس عليهما؛ لقلة الوارد منهما، ولخفاء المعنى معهما١..

د- في النسب المسموع كثير من الأمثلة المخالفة للضوابط والأحكام السالفة. ويترتب على هذا أمران واجبان.

أولهما: الحكم بشذوذها؛ وعدم القياس عليها. ومنها: دهري في النسب إلى: دهر -ومروزي، في النسب إلى مدينة "مرو" الفارسية- وجلولي في النسب إلى. "جلولاء "اسم مدينة" ورازي، في النسب إلى مدينة: الري٢، وصنعاني في النسب إلى مدينة: صنعاء اليمينة وأميتي في النسب إلى أمية، وفوقاني وتحتاني في النسب إلى فوق وتحت، ورقباني وشعراني؛ لعظيم الرقبة، وكثير الشعر ...

لكنهم قالوا إن الكلام الفصيح المأثور يتردد فيه كثيرا زيادة ألف ونون قبل ياء النسب في بعض الكلمات؛ للدلالة على النسب ومعه شيء آخر؛ هو زيادة معنى الكلمة قوة، والمبالغة فيه؛ ومن تلك الكلمات لحياني، لطويل اللحية، وجماني لطويل الجمة، ورقباني لطويل الرقبة، وشعراني لطويل الشعر٣ ...


١ وفي استخدام الصيغ الثلاث في أنسب بدلا من يائه يقول ابن مالك:
ومع "فاعل"، و"فعال"، "فعل" ... في نسب أغنى عن "اليا"؛ فقبل-٢٥
وتقدير البيت: "وفعل" أغنى عن الياء في نسب، قبل من فاعل، وفعال ... فكلمة "فعل" مبتدأ، خبره الجملة الفعلية المكونة من الفعل الماضي: "أغنى" ومن فاعله. وكلمة: "مع" "حال من هذا الفاعل، والمراد من أنه أغنى مع فاعل وفعال ... أن هاتين الصيغتين معه في هذا الحكم، أي: يشتركان معه فيه، وليس المراد أن الثلاثة تجتمع في وقت واحد وجملة واحدة لتدل على النسب مجتمعة.
ويفهم مما سبق أن الناظم يقبل قياسية الثلاثة في الدلالة على النسب، ولكن رأيه ليس بالأرجح.
٢ إحدى البلاد الفارسية قديما، في القسم المسمى: بالعراق العجمي.
٣ جاء في المقتضب، ج٣ ص١٤٤ في الهامش ما نصه في سيبويه ج٢ ص٨٩ "باب: ما يصير إذا كان عاما في الإضافة "أي: في النسب" على غير طريقته".. فمن ذلك قولهم في الطويل الجمة: جماني، وفي الطويل اللحية: اللحياني، وفي الغليظ الرقبة: رقباني. فإن سميت برقبة=

<<  <  ج: ص:  >  >>