للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- فإن كانت الأولى هي المتحركة -بفتحة، أو ضمة، أو كسرة- والثانية هي الساكنة وجب قلب الثانية حرف علة مجانسا لحركة ما قبله، "أي: ألفا بعد الفتح، واواوا بعد الضم، وياء بعد الكسر"، نحو: آمن الرجل ... أومن -إيمانا. والأصل أأمن، أؤمن، إئمانا ... قلبت الثانية حرف علة من جنس حركة ما قبلها، ومثله: "آخذ، أوخذ، إيخاذا"، و"آزر، أوزر، إيزرار" و"آلم، أولم، إيلاما" و"آلف، أولف، إيلافا"١.

ب- وإن كانت الأولى هي الساكنة والثانية هي المتحركة -وهذا النوع لا يقعان فيه في موضع الفاء، لتعذر النطق بالساكن ابتداء- فإن كانتا في موضع العين وجب إدغام الأولى في الثانية؛ نحو: سأل٢، ورأس٣، ولأل٤.

وإن كانت في موضع اللام قلبت الثانية ياء، كبناء صيغة على وزن: "قمطر" من الفعل: قرأ؛ فيقال: "قرأي". والأصل: قرأأ -بتسكين الهمزة الأولى، وتحريك الثانية- قلبت الثانية ياء لوقوعها طرفا بعد الهمزة الساكنة٥.


١ وفي هذا يقول ابن مالك:
ومدا ابدل ثاني الهمزين من ... كلمة إن يسكن؛ كآثر، وائتمن-٧
يريد: اقلب ثاني الهمزتين المجتمعتين في كلمة مدة. وهذا يقتضي أن تقلب الهمزة الثانية الساكنة واوا بعد الضمة، وألفا بعد الفتحة، وياء بعد الكسرة؛ لأن المدة هي حرف علة ساكن، قبله حركة تناسبه. وأشار بالمثال: "ائتمن" إلى أن الهمزة الأولى قد تكون همزة وصل، كالتي في أصل هذا الفعل؛ فأصله: "ائتمن"، فعند النطق به ابتداء من غير أن يسبقه شيء تبدل همزته الثانية ياء؛ فيقال: "ايتمن". هذا هو المراد. وعبارة الناظم لا تكشف عنه ولا سيما مع الواو: فلو قال: "كآثر، ايتمن". لكان واضحا.
٢ على وزن: "فعال"؛ لكثير السؤال. وقد اخترت كتابة الهمزة على هذه الصرة، منعا للالتباس.
٣ بائع الرءوس.
٤ بائع اللؤلؤ.
٥ كان القياس أن تدغم الأولى في الثانية كما أدغمت في: سأل، ورأس، ولأل ... لولا أن الهمزة الثانية هنا وقعت طرفا، والأطراف أولى بالتغيير، في الأغلب، ولذا قدم القلب هنا دون هناك.
ويقول النحاة: إن الهمزتين اللتين في موضع اللام تبدل الثانية المتحركة منهما ياء مطلقا، أي سواء أكانت طرفا كالمثال السالف، أم كانت غير طرف كما في بناء صيغة خيالية على وزن: "سفرجل" من الفعل: قرأ: فيقال قرأيأ، بإسكان الهمزة الأولى، وفتح الياء بعدها. والأصل: قرأأأ بثلاث همزات أبدلت الثانية ياء لأنها في موضع اللام وسلمت الأولى والثالثة. والأغلب في هذه الأمثلة أنها خيالية للتدريب -كما قلنا- إذ لا يكاد يشيع لها نظائر مأثورة في فصيح الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>