للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا حكم نون الوقاية في الأحوال السابقة. وقد حذفت سماعًا من آخر بعض الأفعال، ومن آخر "وليت" حذفًا نادرًا لا يقاس عليه: مثل، هنا رجل ليسي؛ أي: غيري. وليتي أعاون كل محتاج؛ بمعنى ليتني. وقد تحذف فيهما للضرورة، مثل قول الشاعر:

عَدَدْتُ قومى كَعَدِيد١ الطَّيْسِ٢ ... إذْ ذَهَبَ القوْمُ الكرامُ ليْتي

وقول الآخر:

كُمنية جابرٍ إذ قال ليتي ... أصادفه٣، وأفْقِدُ كلَّ مالي

وإن كانت منصوبة بالحرف "لعل" جاز الأمران، والأكثر حذف النون نحو: لعلي أدرك آمالي، ولعلني أبلغ ما أريد.

وإن كانت منصوبة بحرف ناسخ آخر "غير: ليت، ولعلّ" جاز الأمران على السواء، تقول، تقول: إنني مخلص؛ وإنى وفيّ. لكنني لا أخلص للغادر. أو: لكني لا أخلص للغادر. وتقول.. سررت من أنني سباق للخير، أو: من أني سباق ... : وهكذا الباقي من الأحرف الناسخة الناصبة التي تصلح للعمل في هذه الياء٤.

ب- وإن كانت ياء المتكلم مجرورة بحرف جر فإن كان حرف الجر "مِن" أو "عنْ" وجب الإتيان بنون الوقاية، وحذفها شاذ أو ضرورة؛ تقول منّي الصفح، ومنِّي الإحسان، وعنِّي يصدر الخير والإكرام، بخلاف "مِنِي"، و"عَنِي".

وإن كان حرف الجر غيرهما وجب حذف النون مثل: لي فيك أمل، وبي نزوع إلى رؤيتك، وفيَّ ميل لتكريمك٥.


١ كعدد.
٢ الرمل الكثير.
٣ الضمير مذكر؛ لأنه عائد على عدو يتحدث عنه، ويرغب في مقاتلته.
٤ من الحروف الناسخة التي لا تصلح: "لا، وما".
٥ وفيما سبق يقول ابن مالك مقتصرًا على الفعل وحده وبعض الحروف الناسخة:
وقبل: يا النفس مع الفعل التزم ... نون وقاية وليسي قد نظم
وليتني فشا وليتي ندرا ... ومع لعل اعكس وكن مخيرا
في الباقيات، واضطرارًا خففا ... مني وعني بعض من قد سلفا

<<  <  ج: ص:  >  >>