للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولئك الصناع نافعون. ومثل: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا} ١.

أما القسم الثاني من أسماء الإشارة، وهو الذي يلاحظ فيه المشار إليه من ناحية قربة، أو بعده، أو توسطه بين القرب والبعد؛ فإنه ثلاثة أنواع:

أ- الأسماء التي تستعمل في حالة قربه. هي: كل الأسماء السابقة الموضوعة للمفرد، والمفردة، والمثنى والجمع، بنوعيهما، من غير اختلاف في الحركات أو الحروف، ومن غير زيادة شيء في آخرها.

ب- الأسماء التي تستعمل في حالة توسطه للدلالة على أن المشار إليه متوسط الموقع بين القرب والبعد، هي: بعض الأسماء السابقة بشرط أن يُزاد في آخر اسم الإشارة الحرف الدالة على التوسط، وهذا الحرف هو: "كاف الخطاب الحرفية٢". فإنها وحدها، بغير اتصال لام البعد بها، هي الخاصة بذلك.


١ المد والقصر عند اللغويين والقراء -"كما سبق عند الكلام على المقصور في رقم٥ من هامش ص١٨٨ وكما يجيء في رقم١ من هامش ص٣٤٥ وكذا رقم١ من هامش ص٥٥٨م ١٧٠ ج٤" - يكون في المعرب وفي المبني، كما نرى هنا كلمة: "أولا" أما عند النحاة فمقصوران على المعرب.
والمقصود بالمد في البيت السالف "في رقم٤" الإشباع الذي شرحناه في رقم٦ من هامش ص٣٢٢ وهو المد الصرفي الذي يقضي بوجود همزة في آخر الكلمة بعد ألف المقصور. أما الهمزة التي في أول كلمة: "أولى" فلا يصح إشباعها عند النطق بها، بالرغم من أن قواعد الإملاء توجب زيادة واو بعدها في الكتابة للفرق بينها وبين كتابة: "الألى" التي هي اسم موصول - كما ستجيء في رقم ١ من هامش ص ٣٤٥ - وهذه العلة لا تثبت اليوم على التمحيص. وقد آن الوقت لإعادة النظر في قواعد الإملاء على يد المختصين بهذه الشئون، ولا سيما المجمع اللغوي.
٢ هذه الكاف حرف مبني، وليست ضميرا، فلا يصح أن يكون اسم الإشارة مضافا، وهي مضاف إليه، لأنها حرف كما قلنا، ولأن اسم الإشارة بجميع أنواعه - حتى المثنى منه - لا يضاف، لأنه "ما عدا المثنى" بمني - كما سيجيء في رقم ١ من هامش ص ٣٣٤ -، والمبني في أكثر حالاته لا يضاف. ومع أن هذا الكاف حرف خطاب فإنها مع غير كلمة: "هنا" الآتية في ص ٣٢٧- تتصرف كما تتصرف الكاف الاسمية التي هي ضمير خطاب على حسب المخاطب" فتكون الحرفية مبنية على الفتح للمخاطب المفرد، المذكر، وعلى الكسر للمخاطبة نحو: ذاك - ذاك. وتلحقها علامة التثنية، وميم جمع المذكر، ونون النسوة، نحو: ذا كما، ذا كن. وهذا هو "التصرف الكامل" وهو أشهر اللغات وأسماها، ويحسن الأخذ به وحده، لأن يساعد على زيادة الإيضاح ومنع اللبس.
وهناك لغة أخرى لا تلحق بها علامة، وتبنيها على الفتح لكل أنواع المخاطب المذكر، وعلى الكسر لكل أنواع المخاطب المؤنث، وهذا هو "التصرف الناقص". وهو في درجته أقل من الأول. ويلي هذا "عدم تصرفها" مطلقا، فتبني على الفتح في جميع أحوال الخطاب.
هذا وكاف الخطاب مع الظرف "هنا" مفردة مفتوحة دائما، مهما كان المخاطب، كما سيجيء في رقم ٣ من هامش ص ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>