للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك يصح إلحاق هذه اللام بكلمة "أُولَى" المقصودة، دون الممدودة، على الأرجح ودون المثنى بنوعيه أيضًا.

ويصح أن تدخل: "ها" التي هي حرف تنبيه على اسم الإشارة الخالي من كاف الخطاب؛ مثل: هذا، هذه، هذان، هؤلاء ... وقد تجتمع مع الكاف بشرط عدم الفاصل -كالضمير- بين "ها" واسم الإشارة.؛ نحو هذاك، هاتاك ... لكنهما إذا اجتمعا لم يصح مجيء لام البُعْد معهما، فلا يجوز هذا لِكَ٢. وهذا موضع آخر من المواضع التي تمتنع فيها لام البعد٣.

وتمتنع الكاف إن فصل بين "ها" التنبيه واسم الإشارة فاصل٤؛ كالضمير في نحو: هأنذا٥ مُخلص، فلا يصح الإتيان بالكاف بعد اسم الإشارة وهذا هو الموضع الثاني الذي لا تدخله كاف الخطاب٦، وإذن لا تدخله لام البعد أيضًا.

بقي من أسماء الإشارة التي من القسم الثاني كلمتان: هُنا، و: "ثَمَّ"


١ سميت بذلك لأن المراد منها: إما تنبيه الغافل إلى ما بعدها، وتوجيهه إلى ما سيذكر. وإما إشعار غير الغافل إلى أهمية ما بعدها، وجلال شأنه، ليتفرغ له، ويقبل عليه.
٢ يشير ابن مالك إلى الكاف واللام في البعد وعدمه قائلا: "مع العلم بأنه يقصر كلامه على القريب والبعيد ويهمل الوسط، لأنه يدخله في البعيد كفريق آخر من النحاة- انظر "الملاحظات" في ص ٣٣١".
. . . . . . . . . . . . . ... لدى البعد انطقا
بالكاف حرفا دون لام، أو معه ... واللام إن قدمت "ها" ممتنعة
٣ المواضع التي تمتنع فيها اللام خمسة هي:
أ- اسم الإشارة الذي ليس في آخره كاف الخطاب.
ب- أسماء الإشارة السبعة التي للمؤنث، وهي التي لا تدخلها الكاف أيضا.
جـ- أولاء ممدودة.
و اسم الإشارة المثنى، مذكرا ومؤنثا.
هـ- اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه، والمختوم بكاف الخطاب.
٤ كما سبق في ص ٣٢٥.
٥ أصله: "ها أناذا"، ولكن قواعد رسم الحروف تقضي بكتابته متصل الحروف، "هأنذا".
٦ والموضع الأول هو أسماء الإشارة السبعة التي للمؤنث- وقد سبق الكلام عليها- كذلك لا تدخل على اسم الإشارة: "ثم" كما سيجيء- ولا على اسم اسم الإشارة المنادي: نحو: يا هذا، كما هو مبين في باب المنادي، جـ٤ وسبقت الإشارة إليه في رقم ٢ من هامش ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>