للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلتاهما تفيد الإشارة مع الظرفية التي لا تتصرف. فأما: "هُنَا" فهي اسم إشارة إلى المكان القريب، مثل: "هنا العلم والأدب". وقد يزاد في أولها حرف التنبيه: "ها" نحو: "هَا هُنَا الأبطال؛ فهي في الحالتين سواء.

وبسبب دلالتها على المكان مع الإشارة دخلت في عِدَاد ظروف المكان أيضًا، فهي اسم إشارة وظرفُ مكان معًا وهي ظرف مكان لا ينصرف، فلا تقع فاعلًا، ولا مفعولًا، ولا مبتدأ، ولا غير هذا مما لا يكون ظرف مكان. ولا تخرج عن الظرفية المكانية إلا إلى نوع خاص من شبه الظرفية٢، وهو معها الجر بالحرف "مِنْ" أو "إلى نحو: سرت من هنا إلى هناك.

ويصح أن يزاد على آخرها الكاف المفتوحة للخطاب٣ وحدها أو مع "ها" التنبيه صارت مع الظرفية اسم إشارة للمكان المتوسط؛ مثل: هنا، أو: "ها هناك" في الحديقة الفواكه. وإن اتصل بآخرها كاف الخطاب المفتوحة واللام صارت مع الظرفية اسم إشارة للمكان البعيد؛ مثل: هنالك فى الصعيد أبدع الآثار. وفى هذه الصورة تمتنع "ها" التنبيه، لأن "ها" التنبيه لا تجتمع مع لام البعد - كما أشرنا٤.

وقد يدخل على صيغتها بعض تغيير، فتصير اسم إشارة للمكان البعيد؛ من ذلك، هَنَّا، هِنَّا، هَنَّتْ - هِنَّت ... فهذه لغات فيها، وكلها تفيد مع الظرفية الإشارة للمكان البعيد.


١ إذا وقع الظرف: "ثم" خبرا وجب تقديمه على المبتدأ وكذلك الظرف: "هنا" إذا سبقه من غير فاصل- حرف التنبيه: "ها" وهذا رأي صاحب الهمع "حـ١ ص ١٠٢، ومن نقل عنه كالصبان- عند كلاهما على تقديم الخبر" بحجة أن "ها" التي للتنبيه واجبة الصدارة، كما يقول: "الهمع" وبسببها وجب تصديرها هنا. والرأي وحجته ضعيفان مرفوضان بالأدلة القوية المؤيدة بالسماع أيضا، وهي مدونة في ص ٥٥ من مجلة المجمع اللغوي القاهري، الجزء الثامن عشر. والظاهر: أن الأغلب- لا الواجب- في الظرف "هنا" المسبوق بهاء التنبيه بغير فاصل هو تقديمه على المبتدأ، ويصح تأخيره كما سيجيء في رقم ١ من هامش ص ٣٣٧.
٢ توضيحه في رقم ١ من ص ٣٣٥.
٣ ولا بد أن تكون هذه الكاف معها مفردة ومفتوحة، مهما تغير المخاطب، وبذلك يسمونها: كاف الخطاب غير المتصرفة. أما الكاف مع غيرها فقد سبق في رقم ٢ من هامش ص ٣٢٤ أنها تكون متصرفة كاملة التصرف، وهذا هو الأحس، وقد تكون ناقصة التصرف في رأي آخر له تفصيل هناك. وقد تكون غير متصرف مطلقا في رأي ثالث.
٤ في ص ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>