للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذي فتاة ماهِرة ... وهي اسم إشارة مبنية دائمًا على السكون في محل رفع؛ لأنها مبتدأ، هنا، أما في جملة أخرى فمبنية أيضاً، ولكن في محل رفع، أو نصب، أو جرّ، على حسب موقعها من الجملة.

وإن كان المشار إليه مثنى مذكرًا -للعاقل أو غيره- مثل: فارسين، وقلمين، فاسم الإشارة المناسب له: "ذَان" رفعًا، و"ذَيْن" نصبًا وجرًّا؛ فيعرب كالمثنى؛ تقول: ذان فارسان، حاكيت ذَيْن الفارسين، اقتديت بذين الفارسين، ذان قلمان جميلان، اشتريت ذَيْن القلمين، كتبت بذين القلمين؛ فاسم الإشارة هنا معرب مرفوع بالألف في حالة الرفع، ومنصوب ومجرور بالياء في حالتي النصب والجر. وكذا في كل جملة تشبه هذه.

فإن كان المشار إليه مثنى مؤنثًا -للعاقل أو غيره- "ومنه: فصيحتان، وردتان ... ". فاسم الإشارة١ الذى يناسبه هو: "تانِ" رفعًا، و"تَيْنِ" نصبًا وجرًّا، فيُعرب إعراب المثنى؛ تقول: تان فصيحتان، إن تين فصيحتان، أصغيت إلى تَيْن الفصيحتين. وتانٍ وردتان - شمِمْت تَيْن الوردتين، حرَصت على تَيْن الوردتين؛ فاسم الإشارة هنا كسابقه، معرب إعراب المثنى. وكذا فى كل جملة أخرى.

وإن كان جمعًا للعاقل أوغيره مثل: الطلاب -الأبواب- أتينا باسم الإشارة المناسب؛ وهو كلمة "أولاء" ممدودة أو مقصورة، وفي الحالتين لا بدّ


١ من الخير التيسير باتباع هذا الرأي القائل: بأنهما يعربان إعراب المثنى، بالرغم من أن مفرد كل منهما مبني قبل تثنيته، والمبني لا يثني ولا يجمع ... وحجة هذا الرأي أن العرب الفصحاء أدخلت عليهما العلامتان الدالتان على التثنية، والإعراب: "وهما: الألف والنون، والياء والنون، والياء والنون" فلا داعي لإغفال الواقع يجعل الكملتين مبنيتين على الألف رفعا، وعلى الياء نصبا وجرا، كما يرى فريق آخر من النحاة، لأن الأخذ برأيه يبعدنا من مراعاة الظاهر السهل الذي يناسينا اليوم. وإذا أخذنا بالتيسير المشار إليه وجب أن نلاحظ أن كل كلمة من الكلمات السابقة "أي: "ذان"، و "ذين" و "تان" و "تين" لا يصح إضافتها إلى كلمة بعدها، لأن الإضافة المحضة تفيد المضاف تعريفا أو تخصيصا. واسم الإشارة معرفة، فلا تقيده الإضافة شيئا. هذا، إلى أن جميع أسماء الإشارة - ما عدا المثناة- مبنية والمبني من أسماء الإشارة لا يضاف- غالبا- فالكاف الواقعة في مثل: "ذانك و "تانك" رفعا، ونصبا، وجرا حرف خطاب "وقد تكلمنا عنه في رقم ٢ من هامش ص ٣٢٤".
وليست ضميرا مضافا إليه، إذ لو كانت ضميرا مضافا إليه لحذفت نون المثنى من المضاف منهما، ومن مثل قوله تعالى: "فذانك برهانان من ربك".

<<  <  ج: ص:  >  >>