للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بنائها، ولا بد لها من محل إعرابي، تقول: أولاء الطلاب نابهون، أولاء الأبواب مفتحة. واسم الإشارة هنا ممدود مبني على الكسر في محل رفع؛ لأنه مبتدأ. أما في جملة أخرى فيكون مبنيًّا أيضًا ولكنه في محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب موقعة من الجملة التى يكون فيها: ومثله: "أُولَى" المقصورة. إلا أنها في جميع أحوالها مبنية على السكون في محل رفع أو نصب أو جر على حسب موقعها من الجملة.

وإن كان المشار إليه مكاناً أتينا بكلمة: "هُنَا" وهي إشارة وظرف مكان معًا فهي مبنية على السكون -أو غيره على حسب لغاتها- في محل نصب١؛ لأنها ظرف غير متصرف -كما سلف- تقول؛ هنا موظف العلم؛ أي: في هذا المكان. وقد يكون قبلها "ها" التي للتنبيه وحدها، نحو: ها هنا، أو هي والكاف المفتوحة نحو: ها هناك. وقد يلحقها الكاف واللام معًا بشرط عدم وجود "ها" التي للتنبيه.

ومثلها. "ثَمّ" فهي اسم إشارة للبعد وظرف مكان معًا -ولا يتصرف، مبنية على الفتح في محل نصب٢ تقول: ثَمَّ مَقَر السماحة. أي: هنالك. ويجوز أن تلحقها تاء التأنيث المضبوطة بالفتحة غالبًا كما سبق٣ فتقول: ثَمَّةَ ميدان للتسابق الأدبي.

ولما كانت "ثمّ" تفيد البعد بنفسها لم يكن هنا داعٍ لأن تلحقها الكاف ولا اللام.

ومما تقدم نعلم:

أن كل مشار إليه له اسم إشارة يناسبه؛ وكل اسم إشارة مقصور على مشار إليه بعينه، وأن جميع أسماء الإشارة مبنية؛ إما على السكون أو غيره، ولكنها في محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب تصرفها، وموقعها من الجملة.


١ بشرط ألا يسبقها حرف الجر "من" أو: "إلى" كما تقدم في ص ٣٢٨، فإن سبقها أحدهما فهي في محل جر، لأنها لا تخرج عن الظرفية إلا لشبه الظرفية، وهو الجر بالحرف:
"من" أو: "إلى" ومن المعلوم أنها ظرف غير متصرف. والصرف غير المتصرف لا يترك النصب على الظرفية إلا إلى شبهها، وهو بالجر بالحرف: "من". لكن ظروفًا ثلاثة هي: "هنا -ثم- أين" قد تجر بالحرف: "إلى" أيضًا. "راجع الصبان في هذا الموضع". ويزاد على الثلاثة السالفة الظرف: "متى" إلا أنه يصح جره، بالحرف "حتى" كما يجر بالحرفين أيضا "من وإلى" طبقا لما سيجيء في رقم ٤ من هامش ص ٣٣٨ وفي جـ ٢ باب الظرف م ٧٩.
٢ بالشرط السالف في رقم ١ من هذا الهامش، فهو يسري عليها كزميلتيها.
٣ في ص ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>