للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

يسوقنا الكلام على "أيّ" إلى سرد أنواعها المختلفة١. وهي ستة -كلها معربة إلا "أيّ" التي تكون وُصْلة للنداء، وإلا واحدة من حالات "أيّ" الموصولة، وقد سبقت هنا- وفيما يلي إيضاح موجز للستة:

١- موصولة. والمسْتَحْسَنُ أن يكون عاملها مستقبلا، ومتقدمًا عليها. ويجب أن تضاف لفظًا ومعنًى، معًا، أو معنًى فقط - بأن يحذف المضاف إليه بقرينة، طبقًا للبيان الذي في باب الإضافة١، وأن تعرب أو تبنى، على حسَب ما شرحنا٢. وإذا أضيفت فإضافتها إلى المعرفة أقوى وأفضل. ويحسن الاقتصار على هذا الرأي. لأنه المعتمد عليه عند جمهرة النحاة كالاقتصار على الرأي الذي يلتزم في لفظها الإفراد والتذكير، دون اتباع اللغة الأخرى التي تبيح أن تلحقها تاء التأنيث، إذا أريد بها المؤنث نحو: "أية" وتلحقها كذلك علامة التثنية والجمع. فيقال فيهما: أيان أيتان - أيون - أيات.... بالإعراب في جميع أحوال المثنى والجمع ... لأن التثنية والجمع من خصائص الأسماء المعربة في الغالب ولك أن تصرح بالمضاف إليه، كأن تقول: أيتهن - أياهم - أيتاهن - أيوهم- أياتهن ... وعلى هذه اللغة التي سلجها الأشموني والصبان - لا تكون "أي" من ألفاظ الموصول المشترك.

٢- أن تكون اسم شرط معربة؛ فتضاف إما للنكرة مطلقًا٣؛ نحو: أىُّ حكيم تصادقْ أصادقْ، وأيُّ رِفاق تصاحبْ أصاحبْ ... وإما لمعرفة بشرط أن تكون المعرفة دالة على متعدّد صراحة أو تقديرًا٤ أو عطفا بالواو٥؛ فمثال التَّعدد الصريح: أيُّ الأشراف تسايرْ أسايرْ. ومثال التعدد المقدّر - وهو الذي يلحَظ فيه ما يكون في الفرد الواحد من أجزاء متعددة٦، مثل: أيُّ


"١و ١" سيجيء الكلام مفصلا هاما على الاستفهامية، والشرطية، والنعتية، والحالية في المكان المناسب لها من جـ ٣ باب "الإضافة"، م ٩٥ - أما التي تكون وصلة للنداء في باب: "النداء"، أول الجزاء الرابع.
٢ في ص ٣٦٣.
٣ أي: سواء أكانت المفرد، أم لغيره.
"٤و ٤" المتعدد الصريح هو الذي له أفراد كثيرة حقيقية، بأن يكون لكل فرد منها أجزاؤه الخاصة التي يتكون منها مجموعة كاملا، ويقوم عليها تركيبه تاما.
أما المتعدد تقديرا فهو الفرد الواحد الذي له أجزاء متعددة يتركب من انضمام بعضها، إلى بعض.
٥ المراد: عطف معرفة مفردة - وهي التي لا تدل على متعدد- على نظيرتها.
٦ وكذلك ما قد يكون له من أنواع مختلفة، مثل: أي المعدن تتخيره أوافق عليه. تريد: أي أنواع المعدن ...

<<  <  ج: ص:  >  >>