للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يتحقق الغرض منها إلا بشروط، أهمها١:

١- أن تكون خبرية لظفاً ومعنى، وليست للتعجب؛ نحو؛ اقرأ الكتاب


١ وستجيء شروط أخرى في ص ٣٧٨.
٢ وهي الجملة التي يكون معناها صالحا للحكم عليه بأنه صدق أو كذب، من غير نظر لقائلها، من ناحية أنه معروف بهذا أو بذالك. ومن أمثلتها أن يقول قائل: نزل المطر أسم. أو: حضر والدي اليوم. أو: يحضر الغائبون غدا. فكل جملة من هذه الجمل عرضة لأن توصف بأنها صادقة أو كاذبة في حد ذاتها، "أي: بإغفال قائلها، فكأنه مجهول الحال تماما من ناحية اتصافه بالصدق والكذب". وهذا معنى قولهم: إن الجملة الخبرية هي التي تحتمل الصدق والكذب لذاتها. أي: بدون نظر لقائلها، فلا نحكم على جملة خبرية بأنها صادقة فقط، لأن قائلها معروف بالصدق، ولا كاذبة فقط، لأن قائلها مشهور بالكذب.
ويقابلها الجملة الإنشائية، هي التي يطلب بها إما حصول شيء، أو عدم حصوله، وإما إقراره والموافقة عليه، أو عدم إقراره. فلا دخل للصدق والكذب فيها. وهي قسمان:
إنشائية طلبية، أي: يراد بها طلب حصول الشييء أو عدم حصوله. ويتأخر تحقق وقوع معناها عن وجود لفظها. وتشمل الأمر، والنهي، والدعاء والاستفهام، والتمني "مثل: ليت" والعرض، والتحضيض ... كما هو مدون في المصادر الخاصة بالبلاغة.
وإنشائية غير طلبية، وهي التي يتحقق غالبا - مدلولها بمجرد النطق بها دون أن يكون طلبيا. وتشمل جملة التعجب - عند من يرى أنها ليست خبرية - وجملة المدح أو الذم. وجملة القسم نفسه، لا جملة جوابه، و "رب" لأنه حرف لإنشاء التكثير أو التقليل -، و "كم الخبرية"، وصيغ العقود التي يراد إيقاعها، وإقرارها، كقولك لمن طلب أن تبيع أو تهب له كتابا - مثلا بعت، أو وهبت لك ما تريد.... كما يشمل الترجي، مثل: "لعل" وأفعال الرجاء، مثل، "عسى" ولكن الصحيح وقوع "عسى" فعل صلة دون غيرها من صيغ الرجاء قال بعض المحققين: "المشهور أن "عسى" إنشاء: لكن دخول الاستفهام في قوله تعالى: "فهل عسيتم.... " وقوعها خبرا لأن في نحو: "إني عسيت صائما" دليل على أنه فعل خبري، فينبغي أن يجوز وقوعها صلة بلا خلاف " أهـ. نقلا عن الصبان في هذا الموضع.
وأكثر أنواع الإنشاء غير الطلبي يتحقق معناه بمجرد النطق بلفظه - كما تقدم - ومنه ألفاظ البيع والهبة ...
هذا، والجملة الخبرية التي تقع صلة إنما تسمى خبرية بحسب أصلها الأول فقط، قبل أن تكون صلة، فإذا صارت صلة فلا تسمى خبرية، لخلوها من المعنى المستقل بنفسه، إذ لا يكون فيها حكيم مستقل بالسلب أو بالإيجاب يقتصر عليها وحدها، بل هي لذلك لا تسمى: "كلاما" أو: "جملة" مطلقا، فعدم تسميتها جملة خبرية من باب اولى. ومثلها الجملة الواقعة صفة، أو خبرا، أو حالا، فكل ولاادة من هذه الجمل تسمى: "جملة" حين تكون مستقلة بنفسها، وبمعناها المقصود لذات، فإذا فقدت استقلالها وصارت متممة معنى في غيرها "بأن تقع صلة، أو صفة، أو خبرا، أو حالا، أو.... " فلا تسمى جملة، ولا كلاما، إذ ليس لها كيان معنوي مستقل.
كما سبق في رقم ٢ من هامش ص ١٥ وله إشارة في رقم ٤ من هامش ص ٤٦٦ -.

<<  <  ج: ص:  >  >>