للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذى "يفيدك". بخلاف: اقْرأ الكتاب الذى "حَافِظْ عليه" لأن جملة؛ "حافظْ عليه"، إنشائية، وليست خبرية. وبخلاف: مات الذى "غفر الله له" لأن جملة: "غفر الله له" خبرية فى اللفظ دون المعنى؛ إذ معناها طلب الدعاء للميت بالغفران؛ وطلب الدعاء إنشاء، لا خبر. وبخلاف: هنا الذى "ما أفْضَلَه"؛ لأن الجملة التعجية إنشائية - فى رأى كثير من النحاة - برغم أنها كانت خبرية قبل استعمالها فى التعجب. ويلحق بالخبرية - هنا - الإنشائية التى فعلها: "عسى" الناسخ.

قد يصح فى: "إنْ" - وهى من الموصولات الحرفية - وقوع صلتها جملة طلبية: نحو: كتبت لأخى بأن دَاوِمْ. على أداء واجبك. وهذا مقصور على "أنْ"١ دون غيرها من الموصولات الاسمية والحرفية.

٢- أن يكون معناها معهداً مفصلاً للمخاطب٢، أوبمنزلة المعهود المفصَّل.

فالأولى مثل: أكرمت الذى قابلك صباحاً؛ إذا كان بينك وبين المخاطب عهد فى شخص مُعَين. ولا يصح غاب الذى تكلم، إذا لم تقصد شخصاً معيناً عند السامع.

والثانية: هى الواقعة فى مَعْرِض التفخيم، أومعرض التهويل؛ مثل: يا له من قائد انتصر بعد أن أبدى من الشجاعة ما أبْدى!! ويا لها من معركة قُتل فيها


= هذا ومن الجمل التي يصح أن تقع صلة، الجملة الخبرية الواقعة جوابا للقسم، بشرط أن تكون كغيرها من الجمل- مشتملة على رابط يربطها بالموصول، كما سيجيء- نحو: أحب الذي أقسم بالله - لقد تضاعف الضعيف. وكذلك الجملة الخبرية الواقعة جوابا للشرط، نحو، أكرم الذي إن تكرمه يعرف فضلك. بشرط وجود رابط فيها، أو في الجملة الشرطية، أو فيهما معا. فمثال الرابط في الجملة الجوابية فقط: الصاحب النبيل الذي إن يتغير الزمن لا يتغير خلقه، ومثال للرابط في الجملة الشرطية فقط: اعمل الذي إن تعمله يفرح العقلاء. ومثال الرابط فيما ليس الناصح الذي إن ينصح يعلن أمام الناس العيوب. نعم إن جملة القسم نفسها إنشائية، فلا تكون صلة، إنما الصلة هي الجملة الواقعة جوابا له، فإنها خبرية، دون جملة القسم، فإنها كما سبق - إنشائية لمجرد التأكيد.
"انظر رقم ٢ من ص ٣٧٨ حيث بيان الأشياء التي يجوز أن تفصل بين الموصول وصلته".
١ كما سيجيء في ص٤٠٨ وفي رقم ١ من هامش ٤٠٩، عند الكلام على الموصول الحرفي "أن".
٢ أي: معروفا له، تفصيلا لا إجمالا وأنه يختص بشيء معين، كما سبق، لأن الغرض من الصلة أن توضح للمخاطب اسم الموصول المبهم بما كان يعرفه قبل مجيء اسم الموصول، من اتصافه بمضمون الجملة - مع ملاحظة الفرق بين هذا - وهو مختص بعلم المخاطب- وما يأتي في رقم ٤ من ص ٣٨٠ وهو غير مقصور على المخاطب بل يشمل كل فرد ...

<<  <  ج: ص:  >  >>