٢ ومما يوضح المذهب الكوفي ما تضمنته القصة الآتية "وهي مدونة في ص ٣٥ من الجزء الأول، من المجلد الرابع والأربعيسن من مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، الصادر في سنة ١٩٦٩" ونصها: "أن العلامة ابن مرزوق الحفيد، قال: "حضرت مجلس شيخنا ابن عرفة، أول مجلس حضرته. فقرأ قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} فتطرق لقراءة "يعشو" بالواو، مع جزم نقيض" وقال: وجهها أبو حيان بكلام ما فهمته، ولعل فيه خللا، قال ابن مرزوق: فاهتديت إلى فهمه. وقلت: إن جزم "نقيض" هو بمن الموصولة، لشبهها بمن الشرطية، وإذا كانوا يعاملون الموصول مطلقا بذلك فمن التي يشبه لفظها لفظ الشرط أولى بذلك. فاستحسن كلامي رحمه الله. ولكن الحاضرين أنكروا معاملة الموصول معاملةالشرط، وقالوا: كيف يكون ذلك؟ فقلت: دخول الفداء في خبر الموصول في نحو: "الذي يأتيني فله درهم" دليل على ذلك: فنازعوني في ذلك. فقلت: قال ابن مالك في التسبيل: "وقد يجزمه متسبب عن صلة الذي: تشبيها بجواب الشرط" فطالبوني بالشاهد، فأنشدت قول الشاعر: كذلك الذي يبغي على الناس ظالما ... تصبه على عمد عواقب ما صنع فأمسكوا". اهـ.