للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما النوع الثاني وهو: "شبه الجملة" في باب الموصول فثلاثة أشياء١: الظرف -والجار مع المجرور- والصفة٢ الصريحة. ويشترط فى الظرف والجار مع المجرور أن يكونا تأمّين، أي: يحصل بالوصل بكل منهما فائدة٣؛


١ كل واحد من هذه الثلاثة يسمى: "شبه جملة"، ولا يسمى جملة. - وفي ص ٤٧٦ وهامشها بيان واف بسبب التسمية - والأصل في صلة الموصول أن تكون جملة - كما سبق في ص ٣٧٣-، سواء أكانت فعلية أم اسمية، لأن الجملة وحدها هي التي تزيل الإبهام، فتحقق الغرض من الصلة، وليس واحد من الثلاثة التي تشبهها - بجملة حقيقية ولهذا وجب في الظرفب وفي الجار مع مجروره إذا وقع أحدهما صلة أن يكون متعلقا بفعل محذوف، ليكون الفعل مع فاعله الذي استقر في شبه الجملة بعد حذف الفعل - هما الصلة في الحقيقة، وإن كان الأيسر والأسهل اعتبارها الصلة الملحوظة، أو الصلة بحسب الأصل، مع اعتبار الظرف والجار مع مجروره الصلة بحسب الظاهر الحالي. ولا ضرر في هذا الاعتبار ما دامت الجملة الفعلية عند حذفها قد تركت اختصاصها لشبه الجملة بعدها. فحمل الضمير الذي كان فيهان، وغيره مما قرره النحاة على الوجه الذي سردناه "في ص ٤٧٥ وهامشها". وعلى هذا يكون مايدر على الألسنة اليوم عند الإعراب من أن الظرف، أو الجار مع مجروره، هو الصلة، أمرا سائغا مقبولا- فوق أنه رأي لبعض القدامي أيضا- يحمل طابع التيسير والاختصار.
أما إن وقع أحدهما خبرا، أو نعتا، أو حالا، فيصح تعلقه بمحذوف هو فعل، أو اسم مشق استقر مرفوعه في شبه الجملة بعد حذف هذا المشتق، فلا يتحتم تعلقه بفعل محذوف، كما يتحتم في الصلة، وكما يتحتم في القسم الذي يحذف عامله- كما سنعرف- ويجوز التيسير والاختصار هنا أيضا يجعل شبه الجملة نفسه هو الخبر، أو النعت، أو الحال.
أما "الصفة" الصريحة" فهي اسم مشتق بمعنى الفعل، وله مرفوع خاص به، يجيء بعده ظاهرا، أو: مستترا، كما أن الفعل كذلك. ولكن المراد بالصفة الصريحة هنا ولايشمل - كما سيجيء البيان في رقم ٢ من هامش ص ٣٣٨٦ - إلا نوعين من الأسماء المشتقة، هما: اسم الفاعل مع مرفوعه، واسم المفعول مع مرفوعه، فكلاهما يشبه الفعل في المعنى وفي الإحتياج إلى مرفوعه بعده. ولهذا سمي شبيها بالجملة، أما الصفة المشبهة ففيها خلاف، ن والنحاة يقولون:، إن الصفة الصريحة مع مرفوعها لا تسمى شبيهة بالجملة إلا حيننن تقع صلة "أل". وبالرغم من أنها تسمى شبيهة بالجملة- هنا فقط - فإنها في قوة الجملة معنى، أي: من جهة المعنى" وهذا الرأي هو الذي رجحه الصبان" كما تكون في قوة الجملة حين تقع خبرا. وبعدها بعض النحاة جملة حين تكون خبرا - كما سيجيء في باب المبتدا، رقم ٤٥ من هامش ص ٤٤٦ - وهذه الصفة مع مرفوعها لا محل لها من الإعراب "على الصحيح" حين تكون صلة "أل" كما أن جملة الصلة لا محل لها من الإعراب. وعلى هذا، إذا ذكر شبه الجملة في غير باب الموصول لم ينصرف إلا للظرف، والجار مع مجرورهق، دون الصفة الصريحة.
٢ سيجيء في باب "المبتدأ" "رقمم ٥٥ من هامش ص ٤٤٦" أن بعض النحاة يعدها جملة هناك، - كما أشرنا في رقم ١.
٣ أوضح علامة تدل على وجود "الفائدة" المطلوبة من الظرف ومن الجار مع مجروره هي أن يفهم متعلقهما المحذوف بمجرد ذكرهما. ويتحقق هذا في صورتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>