٢ تجيء طريقة سبك المصدر المؤول، وفائدته، وكل ما يتصل به..... في "ب" و"ج" من صفحتي ٤١٤ و ٤١٧. ٣ أما الماضي والأمر فلا تنصبهما لفظًا ولا محلًّا. بخلاف "إن" الشرطية: فإنها لما قلبت الماضي إلى الاستقبال ناسبها أن تعمل في محله. فكلمة: "أن" المتصلة بالماضي أو الأمر هي الناصبة للمضارع وإن كانت بقية النواصب لا تدخل إلا على المضارع. ووصل "أن" بالماضي، وعدم تغييرها زمنه أمر متفق عليه، أما وصلها بالأمر ففيه خلاف، فسيبويه يجوزه، بدليل دخول الجار عليها في نحو: كتبت إليه بأن رقم، أو: كتبت إليه بألا تقم "أصلها": "أن لا" ثم أدغمت "النون" في "لا" الناهية" وحرف الجر لا يدخل إلا على الاسم، فتؤول "أن" مع صلتها بمصدر طلبي، أي: بمصدر يفيد الأمر أو النهي ... فيكون التقدير: كتبت إليه بالأمر بالقيام، أو بالنهي عن القيام..... وغير سيبويه يقول إن كل موضع وقع فيه الطلب "سواء أكان أمرا أم غيره"، هو صالح لأن تكون "أن" فيه تفسيرية، بمعنى: أي" المفسرة. وذلك إذا لم يوجد حرف جر ظاهر قبل "أن"، كقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِه ِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ} وقوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} ، وقوله: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي} فهي في كل هذه الأمثلة تفسيرية إن لم يقدر قبلها الجار، لانطباق وصف التفسيريقة عليها "ذلك الوصف الذي يتلخص في أمور ثلاثة مجتمعة، هي: وقوعها مسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه، وخلوها من حرف جر، ووقوع جملة بعدها" ولا حاجة إلى تقدير حرف الجر عند عدم وجوده ظاهرها في الكلام: إذ ما الداعي لتقديره، واعتبارها مصدرية لا مفسرة؟ أما إن وجد قبلها حرف جر ظاهر فهي زائدة عند أصحاب الرأي السالف، ففي مثل: كتبت إليه بأن قم أو بألا تقم ... "أصلها: أن لا تقم.... " يكون أصل الكلام كتبت إليه "بقم" أو بلا "تقم"، زيدت "أن" منعًا لصورة ظاهرية شكلية مكروهة وهي: دخول حرف الجر ظاهرًا على الفعل. وإن كان في الواقع اسمًا بسبب قصد لفظه.... اهـ. "نقلًا عن الخضري ج١ أول باب الموصول، بتصرف يسير". والخلاف بين الرأيين شكلي لا أثر له في تكوين المفرد، أو الجملة، أو ضبط حروفهما، فكلا الرأيين يبيح هذا الاستعمال، ويرضي عن الأسلوب، ويعده فصيحًا، وهذا هو الأهم. فلا مانع يمنع بعد ذلك من الأخذ بأحد الرأيين عند الإعراب، إذ لا ترجيح بينهما.