للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الجملتين، وأن الثانية منهما نتيجة للأولى. ولولا الفاء الرابطة لكان الكلام جُمَلا مفككة، لا يظهر بينها اتصال. ومثل هذا كل أسماء الشرط الأخرى الدالة على الإبهام والعموم، والتى لها جملة شرطية، تليها جملة جواب مقرون بالفاء ...

والخبر - مفرداً أوغير مفرد - قد يقترن بالفاء وجوباً فى صورة واحدة، وجوازاً فى غيرها١، إذا كان شبيها بهذا الجواب الشرطى، بأن يكون نتيجة لكلام قبله، مستقبل الزمن، وفى صدر هذا الكلام مبتدأ يشتمل غالبا٢ على العموم والإبهام؛ نحو: الذى يصادقنى فمحترم: "فالذى" اسم موصول مبتدأ٢، وهويدل على الإبهام والعموم، وبعده "يصادقنى" كلام مستقبل المعنى٣، له نتيجة مترتبة على حصوله وتحققه، هى الخبر: "محترم" وقد دخلت الفاء على هذا الخبر؛ لشبهه بجواب الشرط فى الأمور الثلاثة السالفة التى هى: "وجود مبتدأ دال على الإبهام والعموم، كما يدل اسم الشرط المبتدأ على الإبهام والعموم" و"وجود كلام بعد المبتدأ مستقبل المعنى؛ كوجود جملة الشرط بعد أداة الشرط" و"ترتّب الخبر على الكلام السابق عليه؛ كترتب جواب الشرط على جملة الشرط - وهذا مهم".

ومن الأمثلة: رجلٌ يكرمنى فمحبوب - من يزورنى فمسرور ...


١ كما سيجيء في ص ٥٣٨ - والغرض من مجيئتها النص على مراد المتكلم من لزوم وقوع الخبر، نتيجة حتمية لوقوع ما قبله ولولا "الفاء" لكان هناك شك حول النتيجة من جهة احتمال وقوعها وتحققها، أو وقوع غيرها وتحققه "راجع المغني والصبيان، ورقم ٢ من الهامش السابق".
"٢ و٢" انظر ما يتصل بهذا الشرط في رقم ٤ من هذا الهامش.
٣ ليس من اللازم أن يكون مستقبل اللفظ أيضا كالأمثلة الماضية، وإنما يكفي أن يكون مستقبل المعنى فقط دون اللفظ، نحو: قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} و "ما" في الآية موصولة، وليست شرطية، بدليل قراء من قرأ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} فالفعل. "أصاب" ماض في اللفظ، مستقبل في المعنى، لأن المراد أن كل شيء يصيبنا في المستقبل هو نتيجة لعملنا، وليس المراد الكلام على شيء سبق.
"٤ و٤" جاء في حاشية الأمير على "المغنى" عند الكلام على "الفاء" المفردة ودخولها في خبر المبتدأ ما يفيد أن الجملة قد تكون ماضية. ونص كلامه أنها تدخل على كل خبر "لمبتدأ شابه الشرط في العموم وذكر جملة بعده، صلة أو صفة. وأصل الجملة أن تكون مستقبلة كالشرط، وقد تكون ماضية. وقد يراد بالمبتدأ معين، نحو قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} أهـ. - انظر رقم ٤ من هامش ص ٥٤١ -

<<  <  ج: ص:  >  >>