للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

"ا" إذا وجد نفى قبل "كان" الماضية والمضارعة وكان خبرها جملة مقترنة "بإلا" الاستثنائية الملغاة - جاز أن يقترن بالواو؛ كقول الشاعر:

ما كانَ من بَشَرٍ إلا ومِيتتُهُ ... محْتومة؛ لكِنِْ الآجالُ تختلفُ

لأن النفى قد نقض هنا بـ "إلا". والنفى ونقضه شرطان - على الصحيح - لزيادة الواوفى الجملة الواقعة خبر: "كان" أومضارعها - كما تقدم-.

وهذه الواوتسمى "الواوالداخلة على خبر الناسخ" وتدخل أيضاً فى خبر "ليس بالشرط السالف كما سيجئ١. وقد سُمعت٢ قليلا فى خبر غيرهما من النواسخ. ولا يصح القياس على هذا القليل.

وبرغم أن وجودها جائز فى غير القيل مما ذكرناه، فإن الخير - كما يرى كثير من النحاة - فى العدول عنها؛ حرصاً على الدقة فى التعبير، وبعداص عن اللبس الذى قد ينشأ بين هذه الواو والواوالأخرى التى للحال - أوغيره -، ولكل منهما معنى يخالف معنى النوع الأخر٣. والبراعة تقتضى الإبانة التامة، وتجنب أسباب اللبس والاشتباه؛ نزولاً على حكم البلاغة.


١ في ص ٥٦١ وقد جاء في الصبان - جـ ٢ باب: "لا النافية للجنس" عند بيت ابن مالك: "وركب المفرد فاتحا...." - ما نصه:
"قال الروداني: قولهم إن خبر الناسخ تدخله الواو....، غير مسلم على إطلاقه. وحاصل ما في "التسهيل والهمع" أن الخبر إن كان جملة بعد "إلا" لم يقترن بالواو، إلا بعد "ليس وكان" المنفية، دون غيرهما من النواسخ، وبغير "إلا" يقترن بالواو بعد "كان" وجميع أخواتها، لا بعد جميع النواسخ. هذا عند الأخفش وابن مالك. وغيرهما لا يجيز اقتران الخبر بالواو أصلا. وحملوا ما ورد من ذلك على أنه حال، والفعل تام لا ناقص، أو محذوف الخبر للضرورة" أهـ.
ومن أمثلة الواو في خبر "ليس" قول الشاعر:
ليس شيء إلا وفيه - إذا ما ... قابلته عين البصير - اعتبار
وسيعاد البيت في ص ٥٦١ لمناسبة هناك.
٢ راجع الصبان جـ١ في هذا الموضع آخر باب "كان" وفي جـ ٢ منه، أول باب: "لا" النافية للجنس- وقد ذكرنا بعض الأمثلة المسموعة في رقم ٢ من هامش من ص ٦٨٧.
٣ ولعل هذا كان السبب فيما ذهب إليه بعض النحاة الأقدمين من منع استعمال هذه الواو، وفي تأويل النصوص القديمة المشتملة عليها تأويلا يتجه مرة إلى اعتبار الواو للحال، والجملة بعدها في =

<<  <  ج: ص:  >  >>