للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زال: تدل بذاتها على النفى، وعدم وجوج الشئ؛ من غير أن تحتاج فى هذه الدلالة للفظ آخر؛ فإذا وجد قبلها نفى أوشبهه "وهوالنهى والدعاء" انقلبت معناها للإثبات١؛ مثل: ما زال العدوناقماً. أى: بقى واستمر ناقماً. وفى هذه الحالة تفيد مع معموليها اتصاف اسمها بمعنى الخبر اتصافاً مستمرًّا لا ينقطع، أومستمرًّا إلى وقت الكلام، ثم ينقطع بعده بوقت طويل أوقصير؛ كل ذلك على حسب المعنى. فمثال المستمر الدائم: ما زال الله رحيماً بعباده - ما زال الفير كبير الأذنين. ومثال الثانى: لا يزال الحارس واقفاً. لا يزال الخطيب متكلماً.

ومثالها مع النهى: لا تزَلْ٢ بعيداً عن الطغيان. ومع الدعاء "وأدواته هنا: "لا أو: "لن"" لا زال الخير منهمراً عليك فى قابل أيامك - لا يزال التوفيق رائدك فى كل ما تقدم عليه - لن تزال عناية الله تحرسك فيما يصادفك التوفيق رائدك فى كل ما تقدم عليه - لن تزال عناية الله تحرسك فيما يصادفك من مكايد ... ، بشرط أن يكون القصد من كل ذلك الدعاء للمخاطب ...

ولا تستعمل زال المسبوقة بالنفي أو شبهه تامة٣ ...

ويشبهها فى الدلالة على النفى بذاتها، وصيغتها، وفى اشتراط أداة نفى قبلها، أوشبهه للعمل - أخوات لها فى هذا، هى: "فتئ - برح - انفك وسيأتى الكلام على الثلاثة"٤.


١ لأن نفي النفي إثبات. والنهي والدعاء يتضمنان في المعنى نفيا، لأن المطلوب بهما ترك شيء، وهذا الترك نفي.
٢ في هذا المثال وأشباهه تكون: "لا" ناهية مع تضمنها معنى النفي - كما سبق في رقم ١ - وهي لا تدخل إلا على المضارع دائما، فإذا كان المضارع بعدها فعلا ناسخا من مضارع هذه الأربعة "زال - فتيء - برح - أنفك" كان متضمنا للنفي مع تضمنها للنهي، فيصير المعنى في المثال: أنهاك عن عدم البعد عن الطغيان. أي: أنهاك عن الطغيان. ومثلها "لن" التي للدعاء فإنها خاصة بالمضارع. بخلاف "لا" الدعائية، فإنها تدخل على الماضي والمضارع.
٣ انظر رقم ١ من هامش ص ٥٦٨ حيث الكلام على مبتدأ ناسخ "مثل: زائل" لا يحتاج إلى خبر إن كان هذا المبتدأ وصفا ناسخا يعمل، لأن اسم الناسخ يغني عن خبر المبتدأ....
٤ ومثلها: "وإن كان قليل الاستعمال" "ونسي"، و "رام" التي مضارعها "يريم" وكلاهما بمعنى "زال" الناسخة. ومن شواهد استعمالها:
لا يني الحب شيمة الحب ما دام، ... فلا تحسبنه ذا ارعواء
وقوله:
إذا رمت ممن لا يريم متيما ... سلوا فقد أبعدت من رومك المرمى

<<  <  ج: ص:  >  >>