ولا يلي العامل معمول الخبر ... إلا إذا ظرفا أتى، أو: حرف جر أي: أن معمول الخبر لا يتقدم وحده أو مع الخبر فيقع بعد العامل مباشرة، لأن هذا التقدمم ممنوع، إلا في حالة واحدة، هي: أن يكون المعمول ظرفا أو حرف جر مع مجروره لأن حرف الجر وحده لا أثر له في الجملة. ٢ إذا رأوا في الكلام المسموع أسلوبا مثل: صار- الصحف- المتعلمة تقرأ، أعربوها بتقديرات مختلفة أشهرها ما يأتي: "صار" فعل ماضي. إسمه ضمير الشأن المستتر، وهو كالظاهر في الفصل. "الصحف" مفعول به للفعل "تقرأ". وبهذا الإعراب لا يكون المعمول عندهم قد وقع بعد العامل مباشرة، لوجود ضمير الشأن المستتر فاصلا بينهما، كما قلنا. "المتعلمة" مبتدأ مرفوع. "تقرأ". فعل وفاعل. وهذه الجملة الفعلية خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر الناسخ: "صار" وفي هذا تكلف ظاهر، وإضعاف لبناء الجملة وللمراد الحق من معناها بعد تقديرهم ضمير الشأن، وكان الواجب أن يقبلوا مثل هذا الأسلب، أو يرفضوه. أما التكلف والتأويل فلا يعرفه العرب على هذه الطريقة، ولا محل له اليوم. والأحسن أن نختار رفض ذلك الأسلوب، وفيما سبق يقول ابن مالك: ومضمر الشأن اسما أنو أن وقع ... موهم ما استبان أنه امتنع يريد: انو ضمير الشأن وقد ره بعد الناسخ مباشرة، إن وردت لك بعض أمثلة توهمك، وتخيل لك أنها التي استبان منعها، أي: ظهر منعها.