للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشتقات الأخرى، وهى محدودة؛ أشهرها ثلاثة؛ مضارع للفعل: "كاد"، ومضارع للفعل: "أوشك"، واسم فاعل له، نحو: يكاد١ العلم يكشف أسرار الكواكب - يوشك القمر أن يتكشف للعلماء - أنت موشكٌ أن تنتهى إلى خير.

والأكثر أن تستعمل "كاد" و"كَرَبَ" ناسختين٢. أما "أوشك" فيجوز أن تقع تامة؛ بشرط أن تُسنَد إلى "أنْ" والفعل المضارع الذى فاعله "أومرفوعه" ضمير مستتر: نحو: القوىّ أوشك أن يتعب؛ فالمصدر المؤول من "أنْ" والفعل المضارع وفاعله فى محل رفع فاعل "أوشك" التامة٣. ومثله قول الشاعر:

إذا المجدُ الرفيع تواكلتْه٤ ... بناة السُّوء أوشَك أن يضيعا٥

وهي فى حالة تمامها تلزم صورة واحدة لا تتغير، مهما تغير الاسم السابق عليها فلا يتصل بآخرها ضمير رفع مستتر أوبارز: تقول: القويان أوشك أن يتعبا. الأقوياء أوشك أن يتعبوا. القوية أوشك أن تتعب. القويتان أوشك أن تتعبا. القويات أوشك أن يتعبن ... بخلاف ما لوكانت ناقصة؛ فيجب أن يتصل بآخرها ضمير رفيع يطابق الاسم السابق فى التذكير، والتأنيث، وفى الإفراد، وفروعه: فتقول فى الأمثلة السابقة: "أوشَك" - "أوْشكا" - "أوْشكوا" - "أوشكت" - "أوشكَتَا" - "أوشَكْن" فإن وقع المضارع اسم مرفوع ظاهر نحو: أوشك أن يفوز القوىُّ - جاز فى أوشك أن تكون تامة، وأن تكون ناقصة٦.


١ ومثل قول الشاعر:
بنا من جوي الأحزان والوجد لوعة ... تكاد لها نفس الشفيق تذوب
٢ عند وقوعهما تامتين لا يصح إسنادهما إلى "أن" والمضارع، أي: لا يكون في الفصيح فاعلهما أو مرفوعهما مصدرا مؤولا.
٣ ويجوز - في هذا المثال - أن تكون ناقصة، واسمها ضمير يعود على "القوى" وخبرها المصدر المؤول بعدها "انظر رقم ١ من الهامش السابق".
٤ اتكل بعضهم على بعض في إقامته وحراسته، أو:أهملوه.
٥ الألف زائدة في آخر المضارع، للشعر.
٦ فعلى اعتبارها تامة تكون كلمة: "القوي" فاعلا للمضارع، والمصدر المؤول فاعلا "لأوشك". وعلى اعتبارها ناقصة، يكون الاسم الظاهر المرفوع: "القوي"، اسمها، طبقا للرأي الآتي في رقم ٣ من هامش الصفحة التالية - والمصدر المؤول خبرها. ويجوز إعرابات أرى.
وستجيء لهذا إشارة عند الكلام على أفعال الرجاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>