٢ في هذا المثال: "إن الطيارة لأسرعت" يجب حذف اللام على اعتبارها للابتداء - كما سبق في رقم ١ - ويجوز إبقاؤها على أنها في جواب قسم، ويجب أن تقوم قرينة دالة على هذا أو ذاك، لأن بين المعنيين اختلافا واضحا، وإلا كان صياغة الأسلوب غير مسايرة للمعنى، فيقع من الفساد في التعبير ما يجب توقيه. ويقول النحاة في التفرقة بين اللامين: إذا جاءت "إن" وبعدها اللام المصاحبة لمضارع مؤكد بنون التوكيد أو الداخلة على الماضي المتصرف الحالي من: "قد" فإن هذا الكلام تكون لام قسم مقدر، داخلة على جوابه، وليست لام ابتداء، مثل: إن الحازم ليبتعدن عن المساوي - إن الكفء لنال جزاءه. والسبب في الحالة الأولى منع التعارض بين لام الابتداء التي تخلص زمن المضارع للحال ونون التوكيد التي تخلصه للمستقبل. والسبب في الحالة الثانية: أن لام الابتداء - والزمن معها للحال - لا تدخل على الماضي المنصرف الخالي من "قد"، منعا لتعارض الزمنين بينهما. أما المقترن "بقد" فإنها تقرب زمنه من الحال - كما عرفنا في ص ٥٢ - فلا يتعارض مع اللام الابتداء. وهاتان الصورتان يمتنع فيهما كسر همزة: "إن" إذا تقدم عليها عامل يطلب العمل في موضعهما مع معموليها، تقول: علمت أن الحازم ليبتعد عن المساوي. وعلمت أن الكفء لنال جزاءه. لأن هذه اللام - كما سبق القسم وليست للابتداء، فهي في موضعها المتأخر المناسب لها، غير ملحوظ فيها التقديم قبل مجيء: "إن" ذلك التقديم الذي هو أصلها. بخلافها في مثل: علمت أن الحازم لمبتعد عن المساوي، فإنها تكسر معها، لأن هذه اللام للابتداء، وهي من الأدوات التي لها الصدارة، فتعلق الفعل وتوجب كسر همزة "إن" كشأن ماله الصدارة. وهي مقدمة في الأصل والنية، وإنما تأخرت للعلة السابقة، وهي: أنها تفيد توكيد الجملة، و "إن" كذلك، فبقيت هذه، لأصالتها وقوتها بالعمل، وتأخرت تلك، كما يقال، وستأتي هنا فروق أخرى بين اللامين. ٣ لأن "قد" تقرب - أحيانا - الماضي من الحال، كما تقرب المستقبل من الحال أيضا.