٢ وفي أحكام "أن" المخففة من الثقيلة يقول ابن مالك. وإن تخفف "أن" فاسمها استكن ... والخبر اجعل جملة من بعد "أن" تضمن هذا البيت حكمين من أحكامها الأربعة التي تترتب على التخفيف: أولهما: أن لها اسما استكن، أي: استتر واختفى، لأنه لا يظهر في الكلام، وإنما يكون ضمير محذوفا. ولم يذكر أنه ضمير، لضيق الشعر. كما أنه خفف نون الفعل: "استكن" للضرورة. وثانيهما: أن خبرها يكون جملة، وأوضح بعد ذلك ما يكون في الجملة الفعلية الواقعة خبرا، حيث تكلم عن فعلها قائلا: وإن يكن فعلا ولم يكن دعا ... ولم يكن تصريفه ممتنعا فالأحسن الفصل بقد، أو: نفي، أو ... تنفيس، أو: لو. وقليل ذكر "لو" أي: إن يكن صدر الجملة فعلا، لا يراد منها الدعاء، ولم يكن جامدا، فالأحسن الفصل بينه وبين "أن" المخففة بفاصل من الفواصل التي سردها في البيت الآخير. "إن يكن فعلا.... يريد: إن يكن الخبر فعلا.... والفعل وحده لا يكون الخبر، وإنما الخبر الجملة المكونة من الفعل والفاعل معا. ففي التعبير تساهل. أو: المراد: إن يكن صدر الجملة فعلا".