للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

ورد فى بعض النصوص القديمة - اسم "أنْ" المخففة من الثقيلة ضميراً بارزاً، لا ضميراً محذوفاً. ومعه الخبر جملة فعلية أومفرد. من ذلك قول الشاعر يخاطب زوجته:

فلوأنْكِ فى يوم الرَّخاءِ سألتِْنى ... طلاقَكِ، لم أبخَلْ وأنتِ صَديقُ

فقد وقعت "الكاف" اسم: "أنْ" وخبرها جملة: سألتنى. ومثل قول الآخر:

لقد علمَ الضيفُ والمرْمِلون١ ... إذا اغبرَّ أفق٢ هُناكَ تكون الشِّمالا٣

بلأتم ربيع٤ وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الشمالا٥

ففى البيت الثانى تكررت "أنْ" المخففة مرتين، واسمها ضمير "بارز" فيهما، وخبر الأولى مفرد، وهوكلمة: "ربيع"، وخبر الثانية جملة فعلية هى: "تكون الثمال". وقد وصفت هذه الأمثلة الشعرية بأنها شاذة، أوبأنها لضرورة الشعر، كما وُصفت نظائرها النثرية بأنها شاذة. فالواجب أن نقتصر على الكثير الشائع الذى سردنا قواعده وضوابطه، منعاً للاضطراب فى التعبير، دون محاكاة هذه الشواهد التى تخالفها، والتى نقلناها، منعاً للاضطراب فى التعبير، دون محاكاة هذه الشواهد التى تخالفها، والتى نقلناها، ليعرفها المتخصصون فيستعينوا بها على فهم ما قد يكون لها من نظائرها قديمة. دون أن يحاكوها.


١ الفقراء. المفرد: مرمل.
٢ المراد: أسودت الدنيا في عين الإنسان: من شدة بؤسه وحاجته.
٣ أي: هبت الريح شمالا. فكلمة: "شمالا" حال منصوبة. وصاحب الحال هو الضمير المستتر، فاعل الفعل: "هب" وهبوب الشمال الباردة العاصفة في بعض المواسم والبقاع قد يكون باعث فزع، ودليل قحط.
٤ كالربيع موسم النضرة، والفواكه، ونمو الزروع، ونضجها، فأنت مثله - محبوب نافع: "مربع" خصيب. والغيث الخصيب، هو: المطر الغزير الذي يكون من آثاره إنبات الزرع، والخصب الكثير.
٥ الشمال: الذي يغيث المحتاج، ويعين من يستعين به.

<<  <  ج: ص:  >  >>