للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قد" قبل الماضى المثبت، وبالحرف: "لم" قبل المضارع المنفى، نحو: كأنْ قد هَوَى الغريقُ فى البحر؛ كصخرة هَوَتْ فى الماء، وكأنْ لم يكن بين الغرق والنجاة وسيلة للإنقاذ.

الحرف الرابع: لكن

وأما "لكنّ" فيجوز تخفيف نونها المشددة "فتحذف الثانية المفتوحة، وتبقى الأولى ساكنة".

ويترتب على التخفيف وجوب إهمالها، وزوال اختصاصها بالجملة الاسمية؛ فتدخل على الاسمية، وعلى الفعلية، وعلى المفرد، ويبقى لها معناها بعد التخفيف وهو: الاستدراك١. ومن الأمثلة قول الشاعر:

ولستُ أجازِى المعتدِى باعتدائه ... ولكنْ بصفح٢ القادر المتَحِلِم

وأما "لعل" فلا يجوز تخفيف لامها المشددة.

....................... ٣


١ قد سبق شرح معناه في رقم ١ من هامش ص ٦٣٢.
٢ الجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "أجازي" أو "أصافح" فتكون "لكن" داخلة على جملة فعلية. ويصح تعلقهما بمصدر محذوف تقديره: مجازاة - أي: ولكن مجازاته بصفح.... فتكون داخلة على جملة اسمية. والأول أوضح.
٣ وفي الأحكام السالفة كلها يقول ابن مالك:
وخففت "كأن" فنوي ... مصنوبها وثابتا أيضا روى
فقد اقتصر على الإشارة إلى تخفيفها وإلى أن اسمها ينوي، أي: "يطوي في النفس، فيكون ضميرا، ولا يكون ظاهرا - نوي ينوي: طوي يطوي" وقد روى ظاهرا ثابتا في الكلام. وهذا قليل، سبق مثاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>