للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَاذِبَة} فكذا هنا. وجوز بعضهم أن يكون عطف بيان"؛ لأنه يجيز أنّ يكون أوضح من متبوعه١.

" قد ترد كلمة: "ألا" للاستفتاح والتنبيه "بقصد توجيه الذهن إلى كلام هام مؤكد عند المتكلم؛ يجئ بعدها"٢. وهى كلمة واحدة. لا عمل لها، فتدخل على الجملة الاسمية والفعلية؛ نحو: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون} وقوله: {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} فقد دخلت على "ليس".

كما تجئ وهى كلمة واحدة للعَرْض٣، والتحضيض؛ فتَخْتَص بالجملة الفعلية؛ فمثال العَرْض: ألا تشاركنى فى الرحلة الجميلة. ومثال التحضيض ألاَ تقاوم أعداء الوطن.

جـ - يجرى على خبر "لا" ما يجرى على سائر الأخبار، من جواز الحذف - وكثرته - إنْ دلَّ دليل. وليس من اللازم لجواز الحذف أن يكون الخبر هنا شبه جملة فقد يكون شبه جملة كقول الشاعر:

إذا كان إصلاحى لجسمىَ - واجباً ... فإصلاح نفسى لا محالة أوجب

اى: لا محالة فى ذلك. وقول الآخر:

لا يصلح الناس فِوْضَى لا سَرَاة٤ الهم ... ولا سَراةَ إذا جُهَّالهم سادوا

أى: ولا سَرَاة لهم إذا جُهَّالهم سادوا. وقد يكون جملة؛ كان يقال: هل من جاهل يصلح للسيادة؟


١ الخلاف شديد بين النحاة في كل إعراب من هذا الإعرابات "وتراه ملخصا في آخر باب "لا النافية للجنس" في الجزء الأول من "التصريح، والصبان، وموجزا في حاشية الخضري"
والذي يمكن استصفاؤه من الجد العنيف وما يتضمنه من اعتراضات هو: صحة الإعرابات السالفة كلها، وأن أحسنها إعراب الكلمة الثانية "نعتا "نعتا موطئا "كما سيجيء في باب النعت من الجزء الثالث ص ٣٧٠ م ١١٤ طبقا لما أشرنا".
٢ كمما في رقم ١ من هامش ص ٦٤٩.
٣ العرض: طلب الشييء برفق. والحض: طلبه بشدة وقوة. وتفصيل الكلام عليهما في الجزء الرابع: باب: ألا، ولولا، ولوما.... م ١٦٢ ص ٤٧٧.
٤ جمع سري، وهو: الشريف، كريم الحسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>