للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فيجاب: لا جاهلَ. أى: لا جاهل يصلح للسيادة.... وقد يكون مفرَداً كالأمثلة الآتية بعد:

والدليل على الحذف قد يكون مقاليًا؛ كأن يقال: من المسافر؟ فيجاب: لا أحد. أى: لا أحدَ مسافر. وقد يكون الدّليل مفهوماً من المقام والحالة الملابسة؛ كأنْ يقَال للمريض: لا بأسَ، أى: لا بأس عليك. وللسارق: لا نجاة، أى: لا نجاة لك. وبغير الدليل لا يصحّ الحذف....١.

ومن الأساليب التى حذف فيها الخبر: "لا سيما" وقد سبق الكلام عليها٢. فى ص ٣٦٣-.

ومنها: لا إله إلا الله٣؛ ومنها: لا ضَيْرَ٤. ومنها: لا ضرر ولا ضِرَار٥. ومنها: لا فوْت٦....

وقد يحذف الاسم لدليل، نحو: لا عليك. أى: لا بأس عليك.

د- بمناسبة الكلام على: "لا" يتعرض بعض النحاة لتفصيل الكلام على


١ وفي هذا يقول ابن مالك:
وشاع في هذا الباب إسقاط الخبر ... إذا المراد مع سقوطه ظهر
٢ في الجزء الأول: "آخر باب: الموصول" ٢٨ ص ٤٠١".
٣ يصح في كلمة: "الله" في هذا المثال - كما سيجيء في الصفحة التالية - الرفع إما باعتبار أنها بدل من "لا" مع اسمها، لأنهما في حكم المبتدأ، إذ هما في محل رفع بالابتداء عند سيبويه.... و..... ووإما باعتبار أنها بدل من اسم "لا" قبل دخول الناسخ عليه، فقد كان في أصله مبتدأ قبل مجيء "لا" وإما باعتبارها بدلا من الضمير المستتر في الخبر المحذوف - وهذا هو الرأي الشائع - وتقدير الضمير "هو" فتكون كلمة: "الله" بدلا منه.
ويصح نصب كلمة: "الله" على الاستثناء، لأن الكلام تام غير موجب، فيجوز فيه البدلية والنصب - كما هو معروف في أحكام المستثنى - "راجع الصبان حـ٢ أول باب الاستثناء. حيث عرض الآراء السالفة" وقالوا لا يجوز في لفظة: "الله" وأشباهها - أن تكون بدلا من لفظ "إله" لأنه مستثنى منه منفي، والمستثنى هنا موجب بسبب وقوعه بعد" "إلا"، والعامل المشترك الذي عمل فيهما معا هو "لا". فيترتب على هذا الإعراب أن تكون "لا" قد عملت في الموجب- لأن العامل في البدل هو العامل في المبدل منه، عند أكثرهم -، وه لا تعمل في الموجب. هذا سبب المنع عند أكثرهم. لكن آخرين يقولون بالجواز، بحجة أنه يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل - طبقا للبيان الذي يجيء في باب: "الاستثناء" -.
٤ لا ضرر.
٥ لا ضرار: لا ضرر ولا معارضة ولا مخالفة بغير حق.
٦ لا فوات، ولا ضياع وقت أو غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>