للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيادة وتفصيل:

"أ" الإعراب المحليّ والتقديريّ.

يتردد على ألسنة المعربين أن يقولوا فى المبنيات، وفى كثير من الجمل المحكية وغير المحكية، إنه فى محل كذا - من رفع، أونصب، أوجر، أوجزم ... فما معنى أنه فى محل مُعَيَّن؟ فمثلا: يقولون فى "جاء هؤلاءِ" ... إن كلمة: "هؤلاءِ" مبنية على الكسر فى محل رفع فاعل - وفى: "قرأت الصحف من قبلُ" ... إن كلمة: "قبلُ" مبنية على الضم فى محل جر ... وفى: "رأيت ضيفًا يبتسم"، إن الجملة المضارعية فى محل نصب صفة١ ... وهكذا.

المراد من أن الكلمة أوالجملة فى محل كذا، هوأننا لووضعنا مكانها اسما معربًا لكان مرفوعًا، أومنصوبًا، أومجرورًا. وفى بعض الحالات لووضعنا مكانها مضارعًا معربًا لكان منصوبًا أومجزومًا٢. .... فهى قد حلَّت محل ذلك اللفظ المعرب، وشغلت مكانه، وحكمه الإعرابى الذى لا يظهر على لفظها٣.

٢- أما "التقديرى" فقد سبق٤ أنه العلامة الإعرابية التى لا تظهر على الحرف الأخير من اللفظ المعرب؛ بسبب أن ذلك الحرف الأخير حرف علة لا تظهر عليه الحركة الإعرابية، كالألف فى مثل: إن الهدَى هدَى الله، واستجب لداعى الهدى.

ونتيجة لما سبق يكون "الإعراب المحلى" مُنصَبًّا على الكلمة المبنية كلها،


١ فهي بمثابة: رأيت ضيفا مبتسما. أي: أنها جملة بمنزلة المفرد في المعنى. ومن الأمثلة أيضا الجملة الواقعة مفعولا ثانيا في نحو: أظن العالم "علمه نافع" أو: ينفع علمه ... فهو بمنزة: أظن العالم نافع العلم ... "راجع الصبان جـ١ عند الكلام على علامات الاسم".
٢ كالمضارع المعرب الذي يراد إحلاله محل مضارع مبني قبله ناصب أو جازم.
٣ مما يدخله الإعراب المحلي أنواع موضحة رقم ١ من هامش ص ٣١٤.
٤ في ص٨٤ وقد أشرنا فيها إلى نوع آخر سيجيء في "و" من ص١٥٩ أما حصر مواضعه في ص١٩٨ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>