للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكون مبنيًّا فى محل نصب أو جزم، أيْ أنه يكون مبنيًّا فى اللفظ، معربًا فى المحل١". ولهذا أثر إعرابيّ يجب مراعاته. ففى التوابع -مثلا- كالعطف، إذا عطف مضارع على المضارع المبني المسبوق بناصب أو جازم وجب فى المضارع المعطوف أن يتبع محل المعطوف عليه فى النصب أو الجزم دون البناء٢. وكذلك المضارع المبني إن كان معطوفًا عليه؛ فإنه يكون مبنيًّا فى محل رفع، فى الرأي المشهور الذى سبقت الإشارة إليه٣. ويتبعه في هذا الرفع المحلي-دون البناء٢- المضارع "المعطوف".


١ بيان الإعراب المحلي والتقديري في ص٨٤ و..... و.......
٢ في رقم٤ من هامش ص٨١ "راجع الصبان ج١ في هذا الباب، عند الكلام على بناء المضارع، وج٤ م١٤٨ في أول باب إعراب الفعل".
٣ لأن الأغلب في البناء عدم انتقاله من المتبوع إلى التابع على الوجه الذي سبق في رقم١ من هامش ص٧٦، ٢ من هامش ص٨٣ وفي الملاحظة التي في الجدول الآتي ص٨٤ وفي بعض ما سبق يقول ابن مالك:
والاسم منه معرب ومبني ... لشبه من الحروف مدني
كالشبه الوضعي في اسمى "جئنا" ... والمعنوي في:"متى وفي: هنا"
وكنيابة عن الفعل، بلا ... تأثر، وكافتقار أصلا
ومعرب الأسماء: ما قد سلما ... من شبه الحرف، كأرض وسما
يقول: الاسم قسمان، معرب، ومبني وسبب بنائه شبه يدنيه - أي: يقربه من الحروف- وسيجيء رد هذا في ص٨٨ وأبان الشبه المدين من الحروف "أي: المقرب منها" فقال: إنه الشبه الوضعي بأن يكون الاسم في صيغته موضوعًا على حرف واحد، أو على حرفين، كالضميرين: "التاء" و"نا" في جملة: "جئتنا" وكالشبه المعنوي في كلمتي: "متى" "وهنا". فكل واحدة منهما اسم مبني؛ لأنه يؤدي معنى كان حقه أن يؤدي بالحرف، فأشبه الحروف في تأدية معنى معين، وكأن ينوب عن الفعل بلا تأثر، أو أن يحتاج دائمًا بعده إلى جملة، فالأول كاسم الفعل، والثاني كاسم الموصول. ثم قال ابن مالك في بناء الأفعال والحروف.
وفعل "أمر" و "مضى" بنيا ... وأعربوا "مضارعا" إن عربا:
من نون توكيد مباشر، ومن ... نون إناث، كيرعن من فتن
وكل حرف مستحق للبنا ... والأصل في المبني أن يسكنا
"إن عرى من نون توكيد" أي: إن تجرد من نون توكيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>