للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تقومانِّ؟ وهل تقُومُنَّ؟ وهل تقومِنَّ"؟ لأن نون التوكيد لم تتصل به اتصالا مباشرًا، ولم تلتصق بآخره، لوجود الفاصل اللفظى الظاهر، وهو: ألف الاثنين، أوالمقدر، وهوواوالجماعة، أوياء المخاطبة؛ فأصل تقومانِّ: تقومانِنَّ. فاجتمعت ثلاث نونات فى آخر الفعل. وتوالِى ثلاثة أحرف هجائية من نوع واحد، وكلها ليس أصليًا، وإنما هومن حروف الزيادة١ - أمر مخالف للأصول اللغوية، فحذفت في الظاهر٢ نون الرفع؛ لوجود ما يدل عليها، وهوأن الفعل مرفوع لم يسبقه ناصب أوجازم يقتضى حذفها، ولم تحذف نون التوكيد المشددة، لأنها جاءت لغرض بلاغى يقتضيها، وهوتوكيد الكلام وتقويته. ولم تحذف إحدى النونين المدغمتين لأن هذا الغرض البلاغى يقتضى التشديد لا التخفيف٣. فلما حذفت النون الأولى من الثلاث، وهى نون الرفع، كسرت المشددة، وصار الكلام؛ "تقومانِّ"٤.

وأصل "تقُومُنَّ" هو: "تقومونَنَّ" حذفت النون الأولى للسبب السالف،


١ يتحتم امتناع توالي الأمثال إذا كانت الأحرف الثلاثة المتماثلة زوائد، فليس منه: "القائلات جنن أو يجنن" لأن الزائد هو المثل الأخير من الثلاثة وليس منه قوله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} - كما يقول الصبان في هذا الموضع وفي باب نون التوكيد جـ٣- وليس منه أس١يضا للفعل ومشتقاته في مثل: أن أحييك، أو أنا محييك.
"راجع شرح الوضي للشافية، جـ ٢ هو ١٨٦ وما يليها".
وهناك حالات أخرى يتحتم فيها المنع سيجيء ذكرها في الجزء الرابع "باب: تثنية المقصور والممدود، وجمعهما، م ١٧١ ص ٥٦٨" ...
٢ لا في الحقيقة "انظر رقم ١ من هامش ٩٧".
٣ إيضاح هذا، وتفصيله في جـ ٤ ١٧٧ باب: نون التوكيد.
٤ التقاء الساكنين "وهما ألف الاثنين والنون المشددة" جائز هنا، لأنه على بابه وعلى حده:
"أي: على الباب القياسي له، وموافق له"، وذلك لتحقق الشرطين المسوغين للتلافي، وهما وجودحرف مد "أي: على الباب القياسي له، وموافق له"، وذلك لتحقق الشرطين المسوغين للتلاقي، وهما وجود حرف مد.
أي: حرف علة، قبله حركة تناسبه" وبعده في الكلمة نفسها حرف مدغم في مثله، أي: حرف مشدد مثل: حاصة، دابة، الضالين ... فإن كانت ونون النسوة، في مثل: تعلمنان يافتيات - "وسيجيء بيان هذا في موضعه المناسب جـ٤ باب: نون التوكيد" - انظر هامش الصفحة الآتية.
ويصح التقاء الساكنين في الوقف بغير شرط "كما قلنا في ص ٥١ وكما سيجيء في جـ ٤ ص ١٣٩ م ١٤٣" وكذلك عند سرد بعض الألفاظ، مثل: كاف، ميم، صاد ... وكذلك لمنع اللبس "بالتفصيل الموضح في ص ٥١ وفي رقم٢ من هامش ص١٥٩ ولهما تشابه بما في رقم ٢ من هامش ص ٢١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>