للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما وصف١ حقيقي عامل، "اسم فاعل، اسم مفعول ... " نحو الطيارة مرتفعة فوق السحاب، والسحاب مركوم تحتها لا يعوقها.

إما وصف تأويلًا؛ ويزاد به الاسم الجامد المقصود منه الوصف بإحدى الصفات المعنوية، مثل: أنا عمر عند الفصل في قضايا الناس، وأنت معاوية ساعة الغضب، فالظرف: "عند" منصوب بكلمة: "عمر", والمراد منها: "العادل". وكلمة: "ساعة" منصوبة بكلمة: "معاوية" والمراد منها: الحليم٢ ...

٢- ولا بد أن يتعلق٣ الظرف بناصبه "أي: بعامله"، وليس من اللازم أن يكون عامله متقدمًا عليه؛ كالأمثلة السالفة، فقد يكون متأخرًا عنه؛ كقولهم: "الجر عند الحمية لا يصطاد، ولكنه عند الكرم ينقاد، وعند الشدائد تذهب الأحقاد"، والمشهور أنه لا يتعلق بعامله المباشر إن كان هذا العامل حرفًا من "حروف المعاني"٤.


١ أي: مشتق، والحقيقي: غير التأويل الآتي.
٢ وقد يكون ناصبه هو العامل في المنادى؛ كالطرف: "بين" في قول الشاعر:
يا دار بين النقا والحزن ما صنعت ... يد النوى بالألى كانوا أهاليك؟
وسيجيء بيان هنا، وفي باب: "المنادى"، ج ٤ م ١٢٧.
٣ معنى التعلق موضح في "ب" ص ٢٦٧، وفيها أن التعلق قد يكون بعامل معنوي، وهو: "الإسناد".
٤ المراد من: "حروف المعاني" موضح، في صدر الجزء الأول "م ٥" عند الكلام على موضوع: "الحرف" ومن أنواعها: حروف العطف، وحروف الاستفهام، وحروف النفي ... و ...
ونزيد هنا ما يقول صاحب " المفصل" في ج ٨ ص ٧ من أنها حروف جاءت عوضًا عن الجمل، ومفيدة معناها، بأوجز لفظ، فكل حرف منها يفيد فائدتها المعنوية مع الإيجاز والاختصار؛ فحروف العطف جيء معناها، بأوجز لفظ، فكل حرف منها يفيد فائدتها المعنوية مع الإيجاز والاختصار؛ فحروف العطف جيء بها عوضًا عن: "أعطف"، وحروف الاستفهام جيء بها عوضًا عن: "أستفهم" وحروف النفي إنما جاءت عوضًا عن "أجحد"، أو: "أنفى"، وحروف الاستثناء جاءت عوضًا عن: "أستثني"، أو: "لا أقصد"، وكذلك لام التعريف نابت عن: "أعرف"، وحروف الجر جاءت لتنوب عن الأفعال التي بمعناها؛ فالباء نابت عن: ألصق مثلًا والكاف ثابت عن أشبه، وكذلك سائر حروف المعاني: كأحرف النداء والتمني ...
وقد عقد صاحب المغني في الجزء الثان من كتابه فضلًا من شبه الجملة بنوعيه "الظرف، والجار مع مجروره"، عنوانه: "هل يتعلقان بأحرف المعاني"؟ ملخصة: أن هناك ثلاثة آراء: =

<<  <  ج: ص:  >  >>