هذا كتاب أريد به أن يكون مختصرا لمعجم البلدان الذي ألّفه ياقوت. ومنهجه فى التأليف- كما يظهر من مقدمته- تخليص هذا المعجم مما حشر فيه وزيد عليه فى غير موضوعه؛ ليكون مقصورا على «مالا بد منه مما يحتاج إليه فى معرفة الأسماء الواردة فى الأخبار والآثار وكتب المغازى والفتوح وغير ذلك، بحيث يتمكّن القارئ لها من ضبط الأسماء والتكلّم فيها على الصواب، ويعلم جهاتها ومواقعها من أقطار الأرض «١» » .
أما ما اشتمل عليه معجم ياقوت من الاشتقاقات التى ذكرها فى كثير من الأسماء، وطوالع البلدان وأطوالها، والمنسوبين إلى الأماكن ... فقد أهملت فى هذا الكتاب؛ لأنها «علم زائد عن المطلوب، فهو خارج عن الغرض «٢» » .
فهذا الكتاب قصد به إلى تصفية المعجم مما علق به من الزوائد، وعرضه بحيث يتمكن الناظر فيه من الإفادة منه- بعد حذف فضوله وحشوه.
ومؤلفه- مع ذلك- تعقّب هذا المعجم، ورسم منهجه فى ذلك فقال:
«فقيّدت ما قيّده، وأهملت ما أهمله؛ لعدم تمكّنى فى الوقت من تحصيله، وربما زدته بيانا في بعض المواضع، أو أصلحت ما تنبّهت عليه فيه من خلل وجدته في ذكره لبعض الأماكن، إمّا لأنه نقله عن غيره على ذلك الوجه وهو خطأ أو ظنه كذلك؛ وقد عرفته أنا وحققته، وسألت عنه أهل المعرفة من سكانه ومجاوريه والمسافرين إلى جهته، وقد يكون مما رأيت في سفرى واجتزت به، وخاصة في أعمال بغداد؛ فإنه كثير الخطأ فيها «٣» » .
فليس هذا الكتاب، مختصرا للمعجم وحسب؛ ولكنه اشتمل مع ذلك على إصلاح لبعض ما فيه من خلل، وتحقيق لما به من خطأ.