توالت على المسلمين ظلم الحكام وبطشهم الشديد بالعلماء الاحرار، ومحاربتهم للعلم، وعدم تقيدهم بالكتاب والسنة، فضعف أمر الدين، وانطفأت مصابيح الهداية، وبالتالي فصل الدين عن السياسة وعدم صلاته بها. وكان هذا الخطأ في الفهم والسلوك في التطبيق كارثة المسلمين التاريخية.
كان الخليفة في صدر الاسلام رئيس الدولة. والمهيمن على شؤونها الادارية والسياسية والاقتصادية لكن في دائرة الدين الحنيف، وتطبيق للشورى ولما ضعف أمر المسلمين نشأت فكرة الخضوع للحاكم وإن كان مخالفا للعدالة القانونية الاسلامية.
ترك الملوك والرؤساء التشريع الإسلامي الذي هو روح الأمة وقلبها النابض ومكون شخصيتها ومجدد أخلاقها ومجدها ومنظم شؤونها، والموجه لها.
ولم يدر هؤلاء الحكام أت تحطيم التشريع الإسلامي هو تحطيم كامل لحياة الأمة ولجميع معنوياتها، وانهيار شامل لأخلاقها وتاريخها ومجدها كأمة بارزة لها كتاب سماوي، ودين هو خاتم الأديان، وعقيدة صحيحة سليمة من البدع والخرافات الوثنية.
المؤمنون الذين يقولون آمنا بالله وبرسوله ويكتفون بهذا الايمان، فإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم تولوا وهم معرضون. فما أولئك بالمؤمنين، بل في قلوبهم مرض لأنهم ارتابوا أو خافوا من أن يظلمهم الله ورسوله، إنما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون، هذا الاعراض الشنيع الذي صدر من المسلمين عن كتاب الله وشرائعه، واستبدال الأدنى بالذي هو خير، أنه لمن اتباع الهواء المضلل، وإذا كان الدين لا يصلح للحياة ولا يؤدي لها نفعا ولا يقدم للمجتمع فائدة أيبقى بعد ذلك دنيا مقدسا كلا؟.
أما الطائفة التي اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالته ونشر هديه فهي قائمه بالحق لا يضرها من خالفها وإنها