اتباع النبي ﷺ والتمسك بسنته والسير على هديه، وأن الشر كل الشر في البعد عن سنته ومخالفته. ولذا تراه حريصًا على سنة المصطفى متمسكًا بها في كل أحواله، وفي الوقت نفسه يحذر أشد الحذر من مخالفة الرسول ﷺ والبعد عن سبيله ومنهجه، ومثل هذا الاعتقاد يجب على كل مسلم أن يعتقده ويطبقه في أقواله وأعماله ليسعد وينجو في دنياه وآخرته.
ومما يؤسف له أن كثيرًا من المسلمين لا يولي هذا الجانب اهتمامه وعنايته بل تراه على النقيض من ذلك حتى إن بعضهم ليس له من الإسلام إلا اسمه فقط، ذلك لأن أقواله وأفعاله مناقضة للشرع ولا تمت إليه بصلة، وتراه كذلك راغبًا عن سنة المصطفى متحاكمًا في أكثر شؤونه وأحواله إلى غير الكتاب والسنة. ومن كانت هذه صفاته فالإسلام منه براء وهو بريء من الإسلام، فقد قال:"من رغب عن سنتي فليس مني".
ولقد ذم النبي ﷺ هذا الصنف من الناس وحذر منهم، فعن حذيفة بن اليمان ﵁ قال:"كان الناس يسألون رسول الله ﷺ من الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟، قال: "نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟، قال: "نعم وفيه دخن"، قلت: وما دخنه؟، قال: "قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر … الحديث.
فالشاهد من الحديث قوله ﷺ:"قوم يهدون بغير هديي"، فالنبي ﷺ ذم من جعل للدين أصلًا خلاف الكتاب والسنة، أو جعلهما فرعًا لذلك الأصل الذي ابتدعه وأمثال هؤلاء كثيرون، فكم من شخص ينتمي للإسلام جعل من الفلاسفة حكمًا على كل شيء حتى على كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، وكم من شخص نبذ شرع الله وراء ظهره وتحاكم إلى القوانين الوضعية المستوردة من بلاد الكفر والإلحاد. وكم من شخص