وعلى كل حال ومهما يكن من أمر سواء أكان هذا الترتيب الذي نجده في المصاحف بطريق التوقيف أم بطريق الاجتهاد, ثم أجمع الصحابة عليه، ومضت الأمة على قبوله، فيجب التمسك به والإعراض عن الدعوات الزائفة لإعادة ترتيب المصاحف حسب النزول أو الموضوع أو غير ذلك؛ لأن في ترتيب سوره معاني لا تقل عن معاني الترتيب في آياته، جد كثير من العلماء في استنباطها وتحصيلها. فضلا عن مخالفة الإجماع وما في ذلك من مفاسد عظيمة.
أما ترتيب السور في التلاوة فليس بواجب وإنما هو مندوب إلا في تعليم الصبيان، فالأولى أن يبدأ بهم من آخر المصحف إلى أوله، والله أعلم.
حكمة تسوير القرآن:
لتقسيم القرآن الكريم إلى سور حكم عديدة منها:
١- التيسير والتشويق لمدارسة القرآن الكريم وحفظه إذ لو كان سبيكة واحدة لشق حفظه وصعبت مدارسته.
٢- الدلالة على موضوع السورة وأهدافها إذ إن لكل سورة موضوعا خاصا، وأهدافا معينة، فسورة يوسف تترجم لقصته، وسورة التوبة تتحدث عن المنافقين وتكشف أسرارهم.. وهكذا.
٣- التنبيه إلى أن الطول ليس شرطا من شروط الإعجاز والتحدي، فسورة الكوثر ثلاث آيات وهي معجزة إعجاز سورة البقرة.
٤- التدرج في تعليم الأطفال من السور القصار إلى السور الطوال تيسيرا من الله لعباده لحفظ كتابه.