للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام. فلما قام قام من قام من القوم ... فقعد ثلاثة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء ليدخل فإذا القوم جلوس ... ١ فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا} ٢.

وقد يقع من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يوجهه الله بعده إلى ما فيه الخير والكمال كما وقع من الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين جاءه ابن أم مكتوم وهو يخاطب أحد عظماء المشركين، قالت عائشة -رضي الله عنها- فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: أترى ما أقول بأسًا؟ فيقول: لا. ففي هذا أنزلت عبس وتولى٣.

٤- كشف حال المنافقين وهتك أستارهم حتى يحذرهم المسلمون ويأمنوا مكرهم وشرهم:

وذلك أن ركب الدعوة جاد في سيره في مأمن من شر عدوه الظاهر، لكن الخطر يكمن فيمن يندس بين المسلمين يخالطهم ويخالطونه، ويسمع حديثهم، ويعلم أسرارهم، ويكيد لهم وهم يحسبونه منهم، فاقتضت حكمة الله تعالى أن يكون في نزول القرآن منجمًا كشف لهؤلاء المنافقين وهتك لأستارهم وتشنيع عليهم.

فإذا نطق أحدهم قولًا مناوئًا للرسول -صلى الله عليه وسلم- نزل فيه القرآن وكشف نفاقه حتى يحذره المسلمون ويرتدع.


١ صحيح مسلم، ج٢ ص١٠٥٠.
٢ سورة الأحزاب: الآية ٥٣.
٣ المستدرك: الحاكم، ج٢ ص٥١٤، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>