للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظاهرة في شبه الجزيرة العربية الجفاف، وقلة الزراعة والنباتات، ولذلك يهتم الناس جدًّا فيها بالأمطار، وينتظرونها بفارغ الصبر، ففيها الخير والحياة لهم ولأنعامهم، ومن ثم فهم يترقبون هطولها، ويتناقلون أخبارها، فيتطلعون إلى حركات السحب، والعواصف الجالبة لها، فإذا هطل الغيث سري عنهم، واطمأنوا على سنتهم أنها سنة خير وخصب. والبداة أكثر الناس اهتماما بالأمطار، يتوقعونها، ويستخبرون عن أماكن نزولها، لكي ينتقلوا إليها بماشيتهم التي هي عماد حياتهم، ونظرًا لأنهم أكثر الناس اهتمامًا بالأمطار تراهم يعلمون بالفصول ويقسمونها أقسامًا، ولكل قسم اسمه الخاص به٦.

وبطبيعة الحال توجد المراعي في الأماكن التي تسقط فيها الأمطار، ولكن الزراعة التي تستوجب استقرار السكان معها لا توجد إلا في البقاع التي تكثر فيها الأمطار أو ينابيع المياه، وكما في أغلب جهات اليمن، وفي الواحات التي توجد في الأودية والسهول فتبنى القرى حيث يسكنها أصحابها، ويقيمون فيها، ولا يظعنون عنها. وتوجد الأشجار في سفوح الجبال، ولكن ليس في بلاد العرب غابات، لأنها لا توجد إلا حيث تسقط الأمطار بغزارة وعلى الدوام، ويكثر النخيل في الحجاز، ولا يزال شجر اللبان يزدهر على الهضاب المحاذية للساحل الجنوبي لا سيما في مهرة، ويوجد في البادية: عدة أنواع من شجر السنط والأثل والغضا والطلح الذي يستخرج منه الصمغ العربي، كما توجد الكمأة، وأما شجرة البن التى تشتهر بها اليمن اليوم فقد أدخلت إلى بلاد العرب الجنوبية من الحبشة في القرن الرابع عشر٧، هذا إلى جانب أشجار الفواكه وغيرها التي تنبت في الأماكن الخصبة، مثل البطيخ، والعنب والتين والخوخ والسفرجل، والزيتون والورود.

ولقلة الغابات فيها قلت حيواناتها الوحشية، وإن كان يوجد في جبالها النمر والضبع والذئب وابن آوي، كما يوجد في صحاريها الحمار الوحشي والنعام والغزلان، وبقر الوحش والظباء.

أما الحيوانات الأهلية، فهى من أهم مصادر الثروة عند العرب، ومن أهمها: الإبل والخيل والغنم والمعز والبقر. كما يوجد فيها الكلاب والقطط.

وفيها من الطيور: الحمام، واليمام، والقطا. والغراب، والحدأة، والصقر، والنسر، والعقاب، والجراد في بلاد العرب كثير.


٦ المرجع السابق ص٦١.
٧ فيليب حتى جـ١ص ٢٢.

<<  <   >  >>