للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الزواحف: العقارب والثعابين والسلاحف.

ويصاد السمك من البحار، وهو في شواطئ عمان كثير جدًّا. ومثله السلاحف البحرية، ويستخرج اللؤلؤ من جهات عمان، والمرجان من سواحل البحر الأحمر.

والواحات، باستثناء مكة، منتشرة شرقًا في اليمامة ومنطقة الخليج العربي، أو غربًا في وادي القرى حتى تبلغ يثرب، وتلك هي مراكز القوافل التي تعين مراحل الطرق الطبيعية الكبرى ونهايتها.

وأهم الطرق على العموم طريق التوابل المعروفة منذ القرون الوسطى، وهي التي تبدأ من حضرموت مارة بمأرب، وتقف عند نجران، ثم تنشعب إلى طريقين، طريق تتجه نحو اليمامة فتصل الحيرة والفرات، والثانية تتجه نحو الشمال مارة بمكة ويثرب وواحات وادي القرى منتهية عند البطرة، وهذه أيضًا تنشعب إلى طريقين، تتجه الأولى إلى غزة، والثانية إلى بصرى ودمشق٨.

وطرق القوافل معروفة من قديم بين مكة والشام واليمن والعراق ومصر، وكان لتجارة الحبشة طريق مسلوك من جدة على البحر الأحمر إلى القطيف على الخليج العربي لجلب اللؤلؤ٩.

وكانت الرياح الموسمية سببًا في رواج الملاحة وتقدم التجارة منذ الأحقاب القديمة، وكانوا أولًا يسيرون بالقرب من الشاطئ، ثم تقدموا إلى جهة إفريقيا الشرقية، وما زالوا يتوغلون حتى بلغوا الهند الشرقي والهند الأقصى.

وكانوا ينقلون من الجنوب "اليمن وحوض المحيط الهندي وإفريقية الشرقية": اللبان والطيب والبخور والجلود وثياب عدن النفيسة وتوابل الهند ورقيق إفريقية والصمغ والعاج، كما كانوا ينقلون من الطائف: الزبيب، ومن مناجم بني سليم: الذهب كل ذلك كانوا ينقلونه إلى حوض البحر المتوسط، ويعودون محملين بالأسلحة والقمح والزيت والخمر والثياب القطنية والكتانية والحريرية١٠.


٨ تاريخ الأدب العربي للدكتور بلاشير، وتعريب الدكتور إبراهيم الكيلاني ص٢١.
٩ تاريخ العرب القدامى ص٨.
١٠ تاريخ الأدب في العصر الجاهلي للدكتور شوقي ضيف ص ٧٦.

<<  <   >  >>